عبدالعزيز بن سعود المتعب
عبير أخَّاذ يمتزج بأصغر تفاصيل الوجدان؛ ذاك الذي جسَّده الشعراء والشاعرات في قصائدهم التي تحمل ما يَشِي بعلاقات حب ناجحة قوية ليست كتلك التي تأفل ثم تنتهي! لذا بقي عبق الشغف خالداً أشبه بتمازج الأرواح الأزلي يقول الشاعر الكويتي طلال السعيد:
يزعل عَلَيَّ الوقت لاصرت زعلان
وتضحك لي الأيام لاصرت راضي
وعن -الوفاء- اللا محدود كسبب يميّز المحبوب عن غيره ويجعله أهلاً لمقابلته بنفس الشعور طيلة العمر يقول الشاعر حمد المغيولي -رحمه الله:
أنا أغليك يالّلي سيرة الحب ما تخفاك
تعرف الهوى وتميّز المر والحالي
أنا أغليك يالّلي ما تعشّقت ذاك.. وذاك
ولاصار لك بين العرب رد وابدالي
أنا أغليك يالّلي كل ماهب لي طرياك
لو إنك بعيد الدار دايم على بالي
كما أن من شغفه الحب لا يرى -بعين المحب- عيوب المحبوب، بل يرى أنه «استثناء» لذا يبقى في دائرة أحاسيس - ثنائي - قصة الحب شعورهما الأزلي تجاه بعضهما البعض يقول الشاعر طلال الرشيد - رحمه الله:
عيون الحب لا يمكن تناظر
عيوب الخل لو هو عيب كلّه
تماري فيه وبوصفه تكابر
ترى من فوق خلق الله محلّه
ومنها:
صحيح إن الهوى سحر المشاعر
يراه الصَّب عزٍ لو يذلّه
ومما أورده المؤلف عبدالله بن محمد بن رَدّاس في كتابه (شاعرات من البادية) في التضحية والإيثار في الحب قصيدة للشاعرة «كِنّة الشمرية» زوجة عبدالله بن جحفل الرّمالي الشمري، فقد تزوجته عن محبة وتوفي وهي لا تزال شابة ورفضت الزواج بعده حتى ماتت ورثته بمراثي كثيرة منها:
باقي العرب موتهم تخفيف
مار البلا موت عبدالله
ولها فيه توجّه الكلام لمكان مرتفع في أحد الجبال:
يا رجم ما شفت عبدالله
مانَطّ بِكْ وقَتَ الادماسِ
يا رِجِمْ أنا سايلك بالله
أي المُرَاجَا والاَّياسِ
حلفت عن كل خلق الله
أرجِيه إذا حِشْروا النَّاسِ
وقفة: من قصائدي القديمة:
يا صاحبي لو ما اتصل بك واشوفك
يا أوفى البشر ماغبت كنّك اقبالي
أجي على نفسي وأقدّر ظروفك
والاّ الذي حولك فَلا فيه أبالي
أبي الآمان يحِلّْ عن هَجْس خوفك
بالّلي مضى.. أو مقبلات الليالي
وليا ذكرت «العين» وأحلى وصوفك
ولحظة هنانا وهمس غالي لغالي
وليل الشموع وضم ساحر كفوفك
قلت آه.. يا ايام الهناء والوصالي