علي الخزيم
نالت الوقفة الصلبة للاعب كرة القدم السّنغالي المُسلم (إدريسا جاي) الذي يلعب لأحد أندية فرنسا برفضه ارتداء شعار الشواذ المِثلِيّين جنسياً بإحدى المواجهات الكروية تأييداً حاشداً؛ وردود أفعال إيجابية تجاه اللاعب وموقفه الصريح النزيه ضد هذا التوجُّه المذموم، وذلكم انتصاراً لدينه وعقيدته الإسلامية التي تنبُذ وتُحرِّم الأفعال السَّدُومية والشذوذ الجنسي والمِثْلِيَّة؛ فما يندرج تحت هذه المسميات والصفات هو مُجَرَّم بالشريعة الإسلامية بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد أيَّد موقف اللاعب رئيس دولة وشعب السنغال؛ وكثير من الرموز السياسية والرياضية والاجتماعية بالعالمين العربي والإسلامي وكذلك بقية العالم وإن كانت بعض ردود الأفعال خجولة أو مُتخوِّفة من تسلّط جهات إعلامية غربية، أو جهات حقوقية (بعضها) مزعومة تنادي كذباً بالحريات الشخصية؛ وتدَّعي أنها مُنظمات مُعترف بها دولياً وما هي بالحقيقة سوى غُرف مُستأجرة من قبل شذاذ آفاق؛ ومن معارضين لحكومات بلادهم ولأنظمتهم السياسية المُعتدلة ابتغاء تشويه هذه الحكومات والنيل من سمعتها، ولم تسلم مملكتنا الحبيبة من شرور مثل هؤلاء الأشقياء لولا أن تَم فضحهم على الملأ بالأدلة والبراهين، وأن جهات إقليمية ودولية كانت تُمهِّد لهم الطرق وتُعينهم على بث مثل تلك المزاعم المُغرضة تجاه المملكة وقيادتها الرشيدة - حرسها الله سبحانه.
كثير من الدول الغربية ومؤسساتها الإعلامية والحقوقية (صريحها وكاذبها) طالما نادت بتجنيب الرياضة القضايا السياسية والنزاعات الدولية والخلافات المذهبية؛ لكنها حين يتعلّق الأمر بتدابيرها الاستعمارية المُتسلّطة ومآربها لإضعاف الدول وخلخلة تماسك الشعوب المُستَهدفة، وابتزازها اقتصادياً وتدميرها أخلاقياً وتشكيكها بمبادئها ومعتقداتها فالأمر فيه نظر، فتدخل هنا أوصاف الموضوع بأنه من حريات الرأي ورغبات الشعوب وتوجهات الأجيال وتسامح الأديان والتعايش المجتمعي إلى غير ذلك من المراوغات والتُّرهَات والصياغات المُخاتِلة لإلهاء الشعوب واستهداف الأجيال القادمة بترسيخ مثل تلك المفاهيم الشاذة الخارجة عن نواميس الشرائع السماوية والأديان الربانية، وتعمل مؤسساتها وجهاتها المُتفرِّغة لبث وتعميم مثل تلكم المغالطات بكل الوسائل المُمكنة، ولم يكتفوا باتهام من يعارضهم بمخالفة المبادئ؛ بل يوصف ويوصم بأنه عنصري مريض الإدراك ميَّال للتَّطرف ونشر الخلاف والاختلاف؛ ويوضع اسمه ورسمه بقوائم المطلوبين والمُتابَعِين بكل وسائل الملاحقة الدائمة لإيقاعه بأي مشكلة تجعل منه منبوذاً وليكون مثالاً لغيره ممن يُفكّرون بذات توجهه المعتدل النقي الوسطي.
تجب الإشارة والتأكيد دوماً؛ والتذكير باستمرار بأن (مملكة الإنسانية والعزم والحزم) هي الدولة الأولى وربما الوحيدة التي وقفت عبر مندوبيها بهيئة الأمم المتحدة والمحافل الدولية لتُعلن للعالم كافة بأن ما يُسمى بالمثلية غير مُعترف به بالمملكة بحسب الشريعة الإسلامية الطاهرة السمحة، ومن ذلكم وقفة وزير خارجية المملكة (حينها) عادل الجبير في موقف غير مسبوق دولياً ومعاكس للاتجاه العالمي المتزايد أو المُتخاذل في هذا الشأن، وعلى منصة الأمم المتحدة بنيويورك وأمام أنظار العالم كله ليُؤكّد على الموقف السعودي الرافض لظاهرة الشذوذ الجنسي وزواج المِثلِيّين، وعليه: فالاتجاه الرسمي والشرعي يجب أن يعضده توجُّه المجتمع وأخصُّ هنا كافة الُمؤثّرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، احموا بلادكم من تلك الأقذار يرحمكم الله سبحانه.