رمضان جريدي العنزي
بعد أن انطفأت أنوار ضمائر بعض أصحاب التموينات، أصبحت الأسعار تتفاوت من تموينات لأخرى، غير مبالين ولا خائفين من العقاب والحساب، فتموينات تبيع الشاي مثلاً بقيمة عالية حددها صاحبها مسبقًا بشكل مزاجي، وأخرى تبيع الشاي نفسه صنفًا وماركة وبلد منشأ بسعر أدنى بكثير، قس على ذلك المواد التموينية الكثيرة الأخرى، إن هذا العمل يعد عملاً مخالفًا للأسعار، وينم عن طمع وجشع وركض خلف الأرباح الفاحشة، دون مراعاة لأوضاع الناس، وبعيدًا عن الذمة والأمانة والوجدان، وهكذا تتوالى عمليات الاستهانة بالأسعار وجيب المواطن، من قِبل عمالة وافدة تدير التموينات بغياب السعودي المتستر الذي يرضى بالمقابل القليل وله في السرير شخير، إن هذه العمالة الوافدة قد باعت ضمائرها للجشع والطمع من غير تأنيب، نعم هكذا يتم التعامل مع المواطن من قِبل الوافد النهم، والذي يسرح ويمرح ويرفع الأسعار كيفما شاء وأراد، دون تدخل فوري قوي وحاسم من قِبل وزارة التجارة، يحد حدًا بائنًا من التلاعب بالأسعار من قِبل هؤلاء الوافدين الذين لا يعبؤون بمعاناة المواطنين، وليس لهم همًا سوى التكسب والتربح وإن كان مجحفًا وظالمًا ومخالفًا للأنظمة، إننا ندعو وزارة التجارة دعوة صريحة إلى تسعير المواد التموينية بكل أشكالها وأنواعها وأصنافها كبيرها وصغيرها، وإجبار أصحاب التموينات على الالتزام الفعلي بها دون تهرب ومخادعة وتدليس، وبما يضمن الربح المناسب جدًا لهم، مع مراقبة هذه التموينات بشكل مكثف ودائم وإيقاع العقوبات الرادعة والقوية على كل مخالف مستهتر، وإنقاذ المواطنين من عمليات الابتزاز التي يمارسها هؤلاء الوافدون أصحاب الضمائر الميتة، يشجعهم على ذلك مواطن نائم متستر، إن العمالة الوافدة والتي تملك أصلاً هذه التموينات باسم السعودي أو السعودية يحكمون قبضتهم الحديدية على الأسعار بيعًا وشراءً، إنها الفوضى بعينها والتي يمارسها هؤلاء الوافدون بشكل علني وصريح، قصدًا وعنوة، إن هذه الفوضى تستدعي التفكير مجددًا من قِبل وزارة التجارة ممثلة بإدارة حماية المستهلك وكذا الغرف التجارية في هذا القطاع غير المنظم، لإيقاف العبثية وحماية المواطن، إن ارتفاع الأسعار (المزاجي) يفوق الوصف، ويتعدى الخيال، من قِبل هؤلاء المتجاوزين والمتلاعبين، حتى أصبح الشق أكبر من الرقعة، إن حرية الاقتصاد لا تعني الاجحاف المكشوف، والجشع الكبير، والفوضى بالأسعار، لكن غياب الرقابة الفعلي أتج هذه الظاهرة المؤلمة، والعبث المخيف، والتي يجب أن يلتفت إليها جميع المعنيين في هذا الأمر الهام والمهم، لإيقاف هذه الفوضى التي أثقلت كاهل المواطن، وجففت جيبه، وتكاد تحدب ظهره، وتوهن جسده.