أعود وأعرج على ما ذكرت في مقالي السابق الطموحات اللاشعورية وأقول لا ريب أننا عشنا وعايشنا صراعات كثيرة بين فكرية وسياسية ودينية حتى وغيرها على امتداد أجيال سبقت وأجيال ستأتي لا مبرر ولا إقرار لتلك الصراعات، بل تقرير نقرر فيه ونقر ونستقرئ مسببات تلك الصراعات المتعددة الكامن منها والظاهر لكن دعوني ألفت النظر لمسبب منها وأدع لكم التساؤل والحكم ما شعور أحدنا مهما كان تخصصه حينما يتحدث ويُنصت له سيطيب له ذلك ويتلذذ به ويخالط ذاك شعور لطيف بنشوة الهيمنة والسيطرة فقد سمع له من حمده نشوة بسيطة يتبعها مواقف مشابهة متعددة حتى يصبح إذا انجرف لا يقبل من لا يسمع له ويظن أنه كبر بالكبرياء وما علم أنه كبر بالتكبر فهي خطواتها وكذا البشر كلهم يريدون أن تكون كلمتهم مسموعة حتى إذا تحصل له سكن واطمأن فإنه بذاك يثبت أن له وجودا لا تهميش فيه وقنع ذا القناعة بذاك بقى ذا القناع وهنا يحدث ما اسميه الصراع على الكلمة المسموعة فالبعض يقنع بأن تكون كلمته مسموعة والبعض لا يقنعه إلا أن تكون كلمته المسموعة سمي الأولى إبراء ضمير أو إثبات تواجد لكن الثانية هي مربط الفرس والفرص فلها وبها المطلق في الإقصاء والتهميش والتهكم والتحكم ومنازعة الحكم وعدم التحكيم والمحاكمة وهي الهيمنة والسيطرة وفرض الرأي والإسكات والإرغام والفوقية والعاجية فبسم الكلمة المسموعة تكونت نشوة ما أريكم إلا ما أرى فالتكبر بدايتها والازدراء شعورها والسخرية أداتها والديكتاتوية أحد عواقبها ولسوف تلحظ أن طالب الكلمة المسموعة لن يكفيه أن كلمته مسموعة أو تنازل أو احتواء حتى يتحصل له ما يريد ولو هلك حرث ونسل وتلف مال وهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا وإذا قيل لهم لا تفسدوا بالأرض قالوا إنما نحن مصلحون فلنا الله وإنا لله.....
** **
- نواف بن عبدالله الغويري