عمر إبراهيم الرشيد
ثروة الدول الأولى طاقتها البشرية وفي طليعتها علماؤها ومخترعوها ونابغوها في شتى الميادين التي تسهم في رخائها وتقدمها. وقد شعرنا كمواطنين بالفخر بمنتخب الطلبة المخترعين الذي شارك في المعرض الدولي للعلوم والهندسة في أمريكا، والذي حصد من خلاله اثنتين وعشرين جائزة ولأول مرة لدول الشرق الأوسط بهذا العدد من الجوائز، متجاوزاً أمريكا ودول أوروبا والهند والصين. ليس هذا فحسب، بل إن الطالب عبدالله الغامدي حقق المركز الأول لاختراعه في مجال الهيدروجين والطاقة المتجددة، كل ذلك بفضل الله وتوفيقه ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وبهمة هؤلاء الطلبة والطالبات الذين شرفوا وطنهم ومثلوه أفخم تمثيل. ولا ننسى برنامج موهبة الذي يعنى بالطلبة من الجنسين الذين يبدون نبوغاً مبكراً في الصفوف الأولية من التعليم العام ويرعاهم حتى يصلوا ويدخلوا مرحلة الاكتشاف والاختراع والإبداع المعرفي. والأهم أن يتم تبني هؤلاء ليسهموا باختراعاتهم واكتشافاتهم في تحويلها إلى منتج صناعي للمملكة وهذا هو المعنى الحقيقي للتقدم التقني والصناعي وبحيث نبدأ من حيث انتهى الآخرون، وتكون المملكة غنية كما هي الآن وأعظم غنى بشعبها قبل ثرواتها النفطية والطبيعية، والدليل ما شاهدناه من هذا المنتخب الذي أثلج صدورنا ومثلنا أعز تمثيل ورد على من وصفنا بتجار النفط ورعاة الإبل زعماً أن هذا الوصف يضيرنا، ولم يدروا أنه دليل أصالتنا وعراقتنا، وأن النفط إنما هو منحة من الخالق يهبها من يشاء من عباده وقد أفلح الشاكرون.
حسن التقديم:
شارك أحدهم في تغريدة له يذكر إحدى سنن النبي صلى الله عليه وسلم ويصور فيها زميله واصفاً مسح النبي الكريم لوجهه وذكر اسم الله بعد الاستيقاظ من النوم، وهي من السنن والأذكار النبوية التي يتشرف بها المسلم وباتباعها على قدر المستطاع إلا أن الذي علق على مسح الوجه زاد بقوله إنها تسهم في تنشيط خلايا الدم أو فيما معناه من الآثار الطبية، وهذا مما يحتاج إلى بحث وتروٍ من قبل مختصين، ولا يعني هذا إنكاراً لفوائد هذه السنة الجسمانية، لكن لنكون حذرين من الاسترسال بذكر ونقل الآثار الطبية والنفسية للسنن وغيرها من العبادات دون تثبت، وذلك حتى لاندع مدخلاً للمتجرئين على الكتاب والسنة والمتطاولين على الإسلام من الأعداء أو من جهلتنا وفساق البشر. ولا يخفى على المسلم الواعي الآثار الجلية الروحية والنفسية والجسدية للصلاة والصوم والحج والعمرة والصدقة وغيرها الكثير من العبادات والسنن. أقول هذا لأن أحدهم بالفعل علق على تلك التغريدة بتهكم، فهداني الله لمراسلته على الخاص وتذكيره بخطئه ونصحه لوجه الله، فتقبل النصيحة بصدر رحب ورقي خلق، لأن النصيحة إنما تكون خاصة لا أمام الملأ فتصبح فضيحة وتشهيراً، إلى اللقاء.