إيمان الدبيّان
بعيدا عن السماح بقيادة المرأة وتمكينها التي كان بحرمانها حقوقها تعطيلا كبيرا لدورها ولاحتياجاتها ومهامها، وأبعد عن هذا بكثير عندما قُيِّدَت حرياتنا الحياتية العامة سنوات مديدة وأجيالا عديدة إلى أن أُضيء النور، وعُدِّل كل قانون مأسور، وأبعد، وأبعد منهما ومن غيرهما، وأقرب بكثير إليهما وإلى بعضهما، أفكار وهواجس، للورق تلامس، وأنا أشاهد يوم الخميس الماضي عراب الرؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان-حفظه الله- في الحفل الكروي السعودي على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، رجل نظرته مهابة، وابتسامته جذابة، وحديثه ذرابة، وقراراته وثّابة، الأعداء والأصدقاء كلهم يحسبون له حسابه، ويطرقون في مختلف أمور العالم بابه، وينتظرون في قراراتهم جوابه، فأؤمن بأن مخرجات الرؤية واقع ناصع وتقدم كالشمس ساطع، فكان هذا الحفل والتكريم بعضا من شواهدها نعيشها اليوم في تطورنا الرياضي، وتنافسنا العلمي العالمي، وتميزنا الثقافي والفني، بأمننا وأماننا، وتلاحم شعبنا شيوخنا وشبابنا.
كتبت عن هذا الرجل مقالات متنوعة وتحدثت وحاورت عنه في وسائل متعددة كتابات أدبية، وحوارات تحليليلة؛ ليست بفراستي العربية، ولا بقراءاتي المتواضعة النفسية، ولا بشهاداتي العلمية؛ ولكنه بروح قلم المواطنة السعودية التي عبر عنها وعن شعبها بهتافات الحب والتقدير ما يقارب خمسين ألف حاضر في الملعب، فسبقهم ولي العهد إلى التحية بمثلها وأحسن منها في استقباله، ووداعه شارحا بتلقائية، وبصورة عملية بَدَهِية كيف يكون احترام العمر قدرا وإن اختلفت المناصب دورا، وكيف يكون الاهتمام باديا وإن كان لجميع الحضور شاملا.
كتبت، وتحدثت، ونشرت وكررت عن رجل عرف احتياجنا، وآمن بهدفه فحقق كثيرا من أمنياتنا، وسعى إلى ما يصنع جودة حياتنا، ليبلغنا آمالنا، راسما سعادة حاضرنا، ومُؤَمِّنَاً بعدالله مستقبلنا.
يقتدي به الكثير، فالصغير يراه حلما، والكبير يجده سندا، سيفا على الفاسدين، ومنارا للمخلصين، وقاطعا ليد العابثين، وغيثا للوطن والمواطنين، فسجل معي أيها التاريخ على صفحاتك بعضا مما لاح في سماء فكري قبل أن ينتهي هذا الحفل الكروي بفوز فريق على فريق حظا وإن بذل جهدا فالفوز الرياضي بالوصول لهذا الختام فعلا، فكل مواطن هو فائز ومتوج اليوم بحضور ولي العهد، الذي أعطى الرياضة والرياضيين كل دعم مادي وحضاري، وسلك بهم إلى المحفل القاري والعالمي لكل الفرق والأندية، زعيمها الذي مع بزوغ كل هلال يحقق رقما، أو مَلَكِيّها الذي حظي (بابن الفيصل) مؤسسا، أو عميدها الذي يُطرب الرياضة بإنجازاته سلطنة، أو ليوثها وأيضا فرسانها أو ربوع فيحاء الرياضة، أو حلاوة سكري القصيم فنا ولعبا، جميع الأندية شرقا وشمالا وجنوبا ووسطا، مغمورها ومهزومها، متصدرها ومتزعمها، الجميع بلا استثناء كان ولي العهد لهم محفزا ومقدما، فهنيئا للجميع هذا التتويج بكأس غالية اسما وثمينة حضورا لرجل تتمنى الكثير من شعوب العالم أن تجد حاكما كمحمد بن سلمان وقائدا كهذا المفكر الإنسان، سطر أيها الزمن للوطن صحائف ممهورة بالذهب، موسومة باسم رجل نراه ارتقى بنا وتجاوزنا معه المستحيل والصعب، واجعل فواصل جُملِك وعباراتك اسم وطن اعتلى فوق هام السحب.