د. سعد بن عبد العزيز الراشد
يشهد الملتقى الحادي والعشرين لجمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، المنعقد في مدينة المنامة بمملكة البحرين (10 شوال 1443هـ) الموافق (11-12 مايو 2022م) حفل تكريم الفائزين بجائزة معالي الدكتور عبدالله النعيم لخدمة تاريخ الجزيرة العربية وآثارها للدورة الخامسة للجائزة. وقد صدر عن مجلس إدارة الجمعية قرار منح الجائزة لأربعة من المؤرخين والآثاريين بدول مجلس التعاون، وقد كان لي شرف الحصول على الجائزة الأولى في فرع الآثار.
إن تكريمي مع ثلاثة من الباحثين الأكفاء كل في اختصاصه وهم (الدكتور عوض بن عبدالله بن ناجي العسيري) و(الدكتور خليل بن عبدالله العجمي) و(الدكتورة عواطف بنت حمد القنيبط)، لهو شرف أعتز به لأمرين:
الأمر الأول: أنَ الترشيح جاء من جمعية لها وزن علمي لكونها تحتضن خيرة علماء التاريخ والآثار والحضارة من أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، هذه الجمعية التي تأسست قبل ربع قرن، ساهمت في تحفيز البحوث العلمية الأصيلة في مجالات تاريخية وحضارية، وألقت الضوء على تاريخ دول مجلس التعاون والجزيرة العربية، وعلاقاتها مع حضارات الأمم والشعوب التي تمتد من تخوم جزيرة العرب إلى بلاد الرافدين والشام ومصر وآسيا الصغرى وأواسط آسيا وحتى الصين، والقرن الأفريقي وحوض البحر الأبيض المتوسط وأوربا، وللتاريخ الحديث والعلاقات الدولية نصيب وافر من الأبحاث التي تنشرها الجمعية في مختلف مطبوعاتها.
ولقد تميزت الجمعية منذ تأسيسها أنها لا تعمل في الظل بل كانت ولا زالت تحظى بمباركة ودعم دول المجلس في كافة ملتقياتها السنوية من دولة الكويت إلى مملكة البحرين، والإمارات العربية المتحدة، ودوحة قطر، وسلطنة عمان، ورياض المملكة العربية السعودية، التي تحتضن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحت قبة المجلس نالت الجمعية الاعتراف بتأسيسها.
الأمر الثاني: أن الجائزة تحمل اسم شخصية لها وزنها في المملكة العربية السعودية، وعلى امتداد رقعة العالم العربي، إنه معالي الدكتور عبدالله العلي النعيم، رجل المواهب والمبادرات، جمع بين علم التاريخ وحسن الإدارة، وسلك طريق التطوع لخدمة المجتمع، وتحسب له فكرة إنشاء الصرح المعرفي الشامخ - مكتبة الملك فهد الوطنية - في قلب الرياض، ليصبح رئيساً لمجلس أمنائها لمدة تسعة عشر عاماً، كما تولى معالي الدكتور النعيم رئاسة المعهد العربي لانماء المدن زهاء واحد وأربعين عاماً، وكسب لقب (أمين المدن العربية).
إن معالي الدكتور عبدالله النعيم وهو يضع جائزة مستدامة للباحثين في تاريخ الجزيرة العربية وآثارها يأتي من منطلق حبه وعشقه لتاريخ جزيرة العرب وحضارتها وتقدير من معاليه لجمعيتنا المباركة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل عمله هذا في موازين حسناته.
يقول الشاعر:
صنعُ الجميلِ وَفعلُ الخيرِ إِنْ أُثِرا
أبقى وَأحمد أَعمال الفتى أَثَرا
والله الموفق.