واس - نيويورك:
أكدت المملكة العربية السعودية أنها اتخذت خطوات مهمة لتعزيز الأمن الغذائي، ووضعت إستراتيجيات تهدف لتعزيز النمو الغذائي ومواجهة تحديات التغير المناخي وندرة الموارد المائية، وقد أسهمت تلك الجهود في تحسين مؤشرات الأمن الغذائي بالمملكة. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها نيابة عن صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، خلال المؤتمر الوزاري للأمن الغذائي العالمي الذي دعت له الولايات المتحدة الأمريكية أمس في الأمم المتحدة. وقدم معاليه الشكر لمعالي وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن على عقد هذا الاجتماع الوزاري المهم لتسليط الضوء على أحد أهم التحديات التي يواجهها العالم اليوم والمتمثل في الأمن الغذائي العالمي. وقال المهندس الخريجي: إن ما يواجهه المجتمع الدولي من تحديات يتطلب تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، فالتحدي المشترك الذي نواجهه اليوم والمتمثل في تهديد الأمن الغذائي، أثبت أن الطريق نحو التعافي المستدام يعتمد على تعاوننا جميعاً في سبيل مواجهته. وأفاد أنه في الوقت الذي تمثل فيه أهداف التنمية المستدامة 2030 المعتمدة من الأمم المتحدة، نموذجاً ومنهجاً تنموياً تعتمده حكومات الدول لتلبية تطلعات شعوبها ولتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة، وعلى الرغم من مستويات التقدم التي أحرزتها المسيرة التنموية منذ انطلاقتها، إلا أن تحقيق تلك الأهداف بات أمراً بالغ الصعوبة، حيث تُظهر التوقعات والمؤشرات العالمية انحراف المسار نحو تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة والمتضمن القضاء على الجوع. وأشار معاليه إلى أن هناك عددًا من التحديات والمخاطر تشكل تهديداً حقيقياً على استكمال مسيرة التنمية وعلى الأمن الغذائي العالمي. وأضاف: إن من ضمن التحديات التحديات الصحية العالمية وتتمثّل في انتشار الأوبئة، حيث كشف لنا انتشار جائحة «كوفيد-19» مدى هشاشة النظام الدولي في مكافحة فيروس لا يُرى بالعين المجردة، مما أدى إلى اضطرابات شديدة طالت المجتمعات والاقتصادات، وكان لها آثار مدمرة على حياة الناس ومعيشتهم؛ و على المؤشرات الاقتصادية إذ انعكس مسارها من الارتفاع إلى الهبوط الحاد. وأبان أنها أثرت سلباً على مكاسب التنمية التي تحققت بشق الأنفس، حيث تسببت بنقص الاحتياجات الغذائية عالمياً، وأدت إلى ارتفاع كبيفي مستوى انعدام الأمن الغذائي، خاصة في البلدان الأكثر فقراً.
ومضى يقول: المملكة العربية السعودية إذ تؤكد على حق الإنسان بالعيش الكريم ضمن بيئة صحية مستدامة ومتكاملة، تتوفر فيها كل سبل الراحة، فقد قامت بجهود عظيمة في قيادة الاستجابة العالمية لتلك الجائحة التي واكبت فترة رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، ودعمت بلادي الجهود العالمية لمواجهة هذه الجائحة بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى تقديمها 300 مليون دولار لمساعدة جهود الدول في التصدي للجائحة، فضلاً عن الجهود الإنسانية الكبيرة التي قدمتها للدول الأكثر احتياجاً لمواجهة الآثار السلبية للجائحة. ولفت المهندس الخريجي، النظر إلى أن من ضمن التحديات البيئية والتغير المناخي، حيث تولي المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً لحماية كوكب الأرض والتنوع الحيوي والمحافظة على النظم البيئية الصحية التي تعد سبباً رئيساً في الحفاظ على الأمن الغذائي.
وأوضح أن رؤية المملكة الطموحة 2030م ركزت ضمن جهود التنمية المستدامة على بناء قطاع زراعي مستدام، وتعزيز القطاعات الداعمة للنظم الغذائية، وتطوير النظم وتحسين الإنتاجية الزراعية، وعملت على تعزيز قدرات البحث والابتكار لضمان التقدم المستدام للأمن الغذائي.
وأردف: تدرك المملكة أهمية تضافر الجهود في سبيل مواجهة التحديات البيئية، ومن هذا المنطلق قدمت مبادرات نوعية ذات أهمية للمنطقة والعالم ككل.