«الجزيرة» - الثقافية:
صدر كتاب: «الصناعة كما عشتها.. شدة في الحق.. إنجاز على أرض الواقع»، لرجل الأعمال سعد بن إبراهيم المعجل، ويقع الكتاب في 299 صفحة من القطع المتوسط، وتصدّرُه إهداء إلى زوجته هالة كتب فيه: « إلى هالة الزوجة والمعلمة ورفيقة درب السعد»، وحوى الكتاب عشرة فصول وألبوم صور.
كتب مقدمة الكتاب معالي الدكتور: توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة، ويقول في مقدمة الكتاب:
كل مصنع سعودي هو «ابن» لسعد المعجل!
المهندس سعد المعجل يعد أحد أعلام الصناعة في تاريخ المملكة. يتميز بعشقه للصناعة، وإيانه بدورها الرئيس في تطوير اقتصاد المملكة وإحداث نقلة فيه. وعشقه للصناعة تجاوز المستويات التي يصل إليها أي شخص محب للوطن إلى درجة أنه يعد كل مصنع في المملكة مثل ابنه، ويهمه أن يستمر حتى لو كان المصنع يمر بصعوبات، وينظر لفقدان مصنع في المملكة كفقدان أحد أبنائه. سعد يعد منبعاً وطنياً قبل كل شيء.
يتميز سعد بصدقه في التعامل وبأمانته، ومن الناس المعروفين بحبهم للشفافية والأمانة. لا يميل إلى الهادفين للربح فقط على حساب تطوير الصناعة في بلادنا، خاصة أن الصناعة بالنسبة له أولوية في تطوير الاقتصاد الوطني، وأولوية في توظيف الشباب السعوديين والشابات السعوديات قبل أن تكون أولوية مالية خاصة.
كان له دور محوري وأساسي في الحصول على أرض المدينة الصناعية في سدير، وغيرها طبعاً، وكان حريصاً على تطويرها، حتى أصبح فيها مئات المصانع. كان حريصاً جداً على رؤية حلمه يتحقق، ولله الحمد تحقق بحاسته ودعمه ومتابعته بعد جهد لا يكل ولا يمل
قرابة سبعة عشر عاماً.
لقد كان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله - إبان
إمارته للرياض، الفضل بعد الله في تحقيق هذا الحلم، وكان للمهندس سعد دور كبير في صدور أمر الملك - آنذاك – بتخصيص الأرض لهذه المدينة الصناعية.
تعاملت كثيرا مع سعد المعجل، ووجدته أخاً كبيراً وعزيزا، ورغم كثرة النقد أ منه، فقد كان ما يأتيني من سعد شبيهاً بنقد والتحفيز والتوجيهات التي تصلني مراراً منه، الأب أو الأخ الأكبر لأخيه. إذا طلب سعد شيئاً فهو يطلبه دائماً للصناعة، ولم يحدث – إبان منصبي كوزير للصناعة
والذي شرفني به ولي الأمر – أن طلب شيئاً لمصنع هو يديره أو يمتلكه أو يشارك فيه، ودائماً كانت طلباته لتطوير البلاد والقطاع الصناعي. في ملف الغاز كان له دور كبير في إيصال الغاز إلى المدينة الصناعية الثانية في الرياض، وحدث قبل تسلمي إدارة المدن الصناعية، وكان لذلك أثر كبير في انتعاشها. كان كبيراً في توسع الصناعة، والمدن الصناعية، وإيصال الغاز، والمساهمة في انخفاض التكلفة على الصناعيين إجمالاً.
دوره بالطبع هناك صناع كثر عملوا معه ويصعب حصرهم، لكن يبقى سعد المعجل علامة مميزة وفارقة بإخلاصه واجتهاده ونضاله في كل ما يساهم في تطوير الصناعة. ولقد حضرت مواقف كثيرة له، ودائماً ما يكون نقاشه بحاسة كبيرة وبشدة أحياناً، لكن مع شدته يبقى له الاحترام بسبب أنه يعمل بإخلاص للبلد وليس لمصلحة شخصية، وقد اتفق الجميع على هذا الأمر بلا أدنى شك.
يمكنني اعتبار الأخ سعد المحامي الأول، أو الرجل الذي أمسك براية الصناعة لسنوات طويلة، وما زال يفعل. كل ما أقوله قليل في حق المهندس سعد، يبقى هو أستاذنا وأحد قادة الصناعة في المملكة العربية السعودية».
وقد دون مؤلف الكتاب رجل الأعمال بعض الكلمات في مطلع الكتاب صدرها بقوله: لم ولمن أكتبها؟، قال فيها: «الصناعة كما عشتها
في العام 2015م، كنت مع رفيقة دربي في مطار فرانكفورت، ننتظر موعد رحلتنا على متن الخطوط العربية السعودية عائدين إلى الرياض بعد رحلة خاصة قضيناها في ربوع أوروبا، رأيتها – مثل عادتها – تدخل متجراً لبيع الكتب، وتبعثها. أشارت إلى صف كتب السير الذاتية، حيث تتصدر أغلفتها صور المؤلفين. سألتني سؤالها المعتاد: ألم يحن
الوقت لتكتب سيرتك؟
قد نسمع الطلب نفسه مرات عدة، ولكن في لحظة معينة يكون له وقع خاص في النفس والعقل؛ إما أن يكون ذلك للظروف المحيطة التي تغيرت، أو لأهمية الشخص الذي يطلب ذلك. وقد يبقى ذلك الأمر في العقل الباطن للإنسان يدق ناقوس التذكير كلما أراد أن يعلن عن : نفسه. راقبتها مبتسماً وهي تعود إلى الخلف خطوتين مركزة بصرها على أحد الكتب. كانت عيناها تبرقان، كأنها تتخيل كتاباً يحمل صورتي على رف المكتبة. غادرنا صامتين؛ هي تتخيل، وأنا أتمنى.
في الطائرة ما بارح الموقف ذهني. سؤالها شبيه بأسئلة كل المحبين من حولي؛ بل ويزيد عليه رغبتها القديمة بتوثيق سيرة والدها العم حمد عبد الكريم المعجل – رحمه الله - . الثرية بالإنجازات الخاصة والمجتمعية. كنت أرد على سؤالهم بسؤالين: ولم أكتبها؟ ومن سيهتم بها؟ كنت مصراً على فكرتي لفترة من الزمن، ولم يتزحزح رأيي وقتها رغم تفكيري بالأمر. كنت لا أرى أهمية في كتابة سيرتي لأسباب أجهلها الآن؛ ربا ظننت - خطأ – أنها مضيعة للوقت ولن تقدم إضافة للقارئ العربي أو السعودي على وجه التحديد، خاصة مع انتشار كتب السير الذاتية والتحفيز والإدارة وتوفر الكثير من المعلومات في الإنترنت والتي بإمكان الباحث الاطلاع عليها بسهولة. ولكن شيئاً فشيئاً، وخلال حواراتي العديدة مع المبادرين من الشباب السعودي وغيرهم، والأسئلة التي كانت توجه إلي،
ورغبة الشباب في معرفة رحلتي الحياتية والاستفادة من تجاربي، وتوقهم للانتفاع بطرق « التغلب على المشكلات والانكسارات التي واجهتني، وجذور النجاح واستراتيجيتي في العمل ورؤيتي. من كل ما سبق، تبين لي أهمية تدوين رحلتي العملية في كل محطاتها الناجحة وغير الناجحة، ورغبت بأن يكون منها جانب توثيقي للعديد من الإنجازات ومساهمة بعض الشخصيات في تحقيق النجاح؛ بدءاً من الأسرة، والتي ساهم أفرادها في بناء وتأسيس الشخصية والفكر، إلى الأصدقاء والزملاء الذين تشاركت معهم بالافكار وتبادلنا الآراء، واختلفنا واتفقنا في مرات كثيرة، لكننا لم نحمل ضغينة أو حقداً.
تخطيت المصاعب، واجهت التحديات، نجحت وسقطت. أحياناً حاربت وحوربت من أجل أفكاري التي رأيتها صحيحة، وقاومت لأجل تحقيقها وإنجاحها. بعضها احتاج إلى الكثير من المرونة والتغيير لتقويم المسار والتوافق والوصول إلى الهدف المنشود والفوز بالتحدي. تعاملت مع الحياة على أنها مجموعة من التحديات والمغامرات يجب أن يكون الإنسان مستعداً لها، تعينه على ذلك الصفات الشخصية المكتسبة أو الموروثة؛ مثل الفراسة والصبر وحسن التعامل مع الناس، بالإضافة إلى المهارات والصفات التي يكتسبها الإنسان بالعلم والقراءة أو التعامل مع الناس والمزاملة؛ إذ إن لها أثراً كبيراً في تطوير شخصية الإنسان وإثراء فكره.
ومن حسن حظي أن حباني الله بأصدقاء وزملاء كان لهم تأثير كبير علي، خصوصاً في مرحلة الدراسة. وهناك الكثير من المداخلات التي ساهمت في صقل خبراتي؛ منها تكوينها من جانبين: عملي ونظري، وكذلك عملي في المجالين الخاص والعام وأيضاً الأسري. أؤمن بأن لكل إنسان ظروفه الخاصة وتجربته الفريدة التي لا يمكن تكرارها، مثلها مثل بصمة الإصبع، ولكنه يشترك مع غيره في متشابهات كثيرة. لذلك توصلت إلى قناعة مفادها ضرورة إيصال فكرتين للأجيال المقبلة: إن الطريق مها تقدمت القوانين والأنظمة يظل يحتاج للمجتهدين، ولا شيء يأتي مجاناً. الأمر الثاني أمنية بأن يكون من بين القراء من تلهمه التجربة من إحدى زواياها فينطلق في حياته العملية ويدعو لصاحبها بالخير لتكون له صدقة جارية في الحياة والمات. أريد لهذه السيرة أن تكون قصة إنسان هذا البلد الطيب، أراد أن يجعل وجوده مفيداً لمن حوله، داخل عائلته الكبيرة من أهل المملكة العربية السعودية قبل أسرته الصغيرة.
كنت أفكر بم أبدأ؛ مشهد المطارات والقطارات دائماً يسيطر على خيالي؛ نقلع منها ونسافر ونهبط ثم نعود. هذه المشاهد مشابهة للحياة التي هي سفر ومحطة بين مرحلتين. أصبحت أريد توثيق شهادتي وقد جاوزت السبعين عاماً، أكتب ما سمعته وشاهدته وخبرته من الداخل في أكبر عملية بناء وتنمية شهدها العالم ربا في القرن العشرين، بدأت بملحمة التوحيد التاريخية التي قادها الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه – فأنشأ مملكتنا الغالية، المملكة العربية السعودية، لتصبح بلداً اتصلت قراه وواحاته وسواحله وجباله وتشابكت مدنه، ولتنهض قاهرة الرمال، مطرزة بطرق وكهرباء وماء وخدمات ومدارس ومستشفيات وكليات وجامعات. وأهم من هذا كله كان بناء الإنسان السعودي.
أرغب بالحديث عن الصناعة وإنشاء المصانع، والابتعاث لدراسة الهندسة الكيميائية في الخارج، والمنتديات التجارية وغرفة التجارة ومشروعات الغاز، والكتابة في الصحافة السعودية، وغيرها من تحديات وصداقات ومعارك وقلق ونجاحات. وأدعو الله جل جلاله أن يعينني على إيصالها للقارئ العربي أينما كان، من دون أن يغادر ذهني ابن بلدي، القارئ السعودي، الشاب الطموح؛ فعلى يديه تُستكمل المسيرة».
ويندرج هذا الكتاب ضمن أدب السيرة الذاتية، وتمثل سيرة سعد المعجل مخزونًا كبيرًا من التجارب الحياتية التي عاشها.