في كل مرة ينال مني الوقت بعضاً من عمري دون انتباه ..
احتاج مرآةً حتى أتأكد من أني لازلت كاملة
بكامل لوني وطموحي وروحي وأن قلبي لازال في مكانه المفروض ..
أتفقد إن كان بصري على مايرام أم تلاشى !!
أتفقد ضحكتي وكلمتي وكل أمري علهم كما كانوا قبل ذلك بلا نقص ولا خذلان !!
أرى ذلك لأن الأيام تقتص والزمن ينحت والأقدار تُهلك ..
وأنا بوجود هذا جميعاً لازلت بكامل رونقي ..
عندما يتورط أحدكم في شخص يأكله دون توقف
يسلب لونه ويتراجع بهِ عليه أن يتخلص منه دون تردد .
نحن نحب حتى نزهوا ونتنفس لا سبب آخر .
سعيك للصعود بنفسك من حقك الذي تسعى له.
جميعنا نريد أن نكون بدراً نوراً وشكلاً ومضموناً .
قد يكون أغلبنا مرّ في مرحلة «عرجون» لانور له
تطفئنا بعض الأشياء وتأخذ نورنا دون أن نعرف .
تأخذنا من أنفسنا حتى ننساها وكأننا نائمون
وربما لانستيقظ .. لكنك أيقظتني من أضغاث أحلام
كادت أن تطفئني للأبد .
وكانت هذه اليقظة التي جعلتني بدرا ..!
زهوت بك حتى أخبرني الناس عن ذلك
عندما يلاحظ العالم بأنك صرت مشعاً هذا يخبرك بأن الذي حدث صحيح .
وأن كل ذلك الوقت الذي أخمدك خطأ .
كل العلامات التي رأيتها في نفسك كانت مؤشراً
حبك لنفسك وصبرك الجميل وتطويرك لذاتك
لمعة عينك وصفاء وجنتك ..
عُمرك الذي يبدو أصغر وروحك التي تكادُ تطير
كل هذه مؤشرات أنك بدراً .
لقد كبر « العرجون « حتى صار بدرا.
وكبرت معه عيني على الحياة .
لقد مللت التحمل ولا أريد حتى بأن أحاول
فالوصول لمرحلة فقدان التوازن مع القدر مرحلة أخيرة .. ولولا وقوفك على ناصية قلبي لفقدت نفسي .
لقد تعلمت بك نسج القافية وقراءة الكف
وشعوذة السطر ..
لقد جمعت لي معاجم اللغة وفقه الرواية
وطقوس الشعر ..
كان الطريق مع التفكير مخنوقاً .. فهمت معه كيف نعرف التفاصيل ..
شكل اصطفاف الأنوار وخطوط الرصيف وبعثرة الحجر ..
كُونوا في يقين بأن الانطفاء أسبابه كثيرة والنور واحد ..
** **
- شروق سعد العبدان