أ.د.عثمان بن صالح العامر
في تحقيق شباب وفتيات الوطن ممثلي مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) المركز الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية - ذات الأصول العرقية المتعددة، والدماء البشرية المتنوعة - في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2022)، الذي أقيم في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية خلال الفترة من 7 وحتى 13 من شهر مايو الجاري، وحصولهم على 16 جائزة كبرى و6 جوائز خاصة من أصل 35 مشاركا، بما نسبته 62 في المائة للفريق السعودي، وتحقيق الشاب عبد الله بن عبد العزيز الغامدي أفضل باحث ونيله جائزة أفضل مشروع على مستوى العالم من بين 1700 طالب في آيسف، أقول إن هذا الإنجاز التاريخي الهام -الذي تحقق بفضل من الله أولاً ثم بفضل الدعم اللامحدود مادياً ومعنوياً من لدن القيادة الحكيمة يحفظها الله لأبناء الوطن- نسف كثيراً من النظريات التي يروج لها البعض من مفكري الغرب المتعنصرين ومثقفيه المصفدين بعقدة التفوق الجنسي ودندنتهم حيال مسلمتهم المعروفة الجازمة بتفوق العقل الأبيض على بقية العقول البشرية وعلى رأسها العقل العربي، فنحن عرق محدود الذكاء، ضعيف الإدراك، فضلاً عن أن الطبيعة الصحراوية أثرت فينا، وأخذنا من صفاتها وسماتها الكثير، فصرنا بعقولنا القاسية الجافة عالة على عقل العرق الآري المائي المتفوق.
أثبت هذا التفوق العلمي لطلابنا وطالباتنا في أكبر محفل علمي أننا نحن هنا في المملكة العربية السعودية نراهن على شبابنا وفتياتنا، ونعدهم ثروتنا الحقيقة، فالمعرفة هي الركيزة الأساس للسبق الفكري والثقافي، والعنصر الأهم في تشييد وترسيخ وتقوية كياناً الحضاري، وحقاً ما قال سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يوماً ما: (لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جدا ومشرفة خاصة في جيل الشباب... طاقة قوية، شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية... ونعمل لصناعة السعودية التي نريدها في المستقبل» وما أروع قول سعادة الدكتور سعود المتحمي أمين عام مؤسسة (موهبة) وهو يستحث همم الفريق العلمي الذي بصحبته في طريقهم للولايات المتحدة الأمريكية من أجل الوصول إلى قمة التتويج بكل فخر واعتزاز: (... الزمن الذي تعيشون فيه هو زمن ذهبي... بلد لها رؤية واضحة، رؤية ثاقبة، تتحدث عنكم أنتم بالذات، مجتمع شاب، مجتمع حيوي...).
لقد ولد هذا الحدث آملاً وطموحات وتطلعات عريضة لدى شرائح المجتمع المختلفة، بل لدى العرب أجمع الذين تناقلوا هذا الخبر التاريخي السار بكل فرح وابتهاج، وتناقلوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بافتخار، كانوا وما زالوا يبشرون ويغردون ويكتبون كلمات الثناء والامتنان لهذا الفريق العلمي الذي سطر مجداً سعودياً، عربيا، إسلامياً بامتياز.
إنني في الوقت الذي أحمد الله عز وجل وأشكره على هذا الإنجاز العلمي التاريخي الفذ أشكر بعد ذلك القيادة الراشدة التي خططت وشجعت، أعطت وبذلت، حفزت ودعمت، وما زالت تدعم وتساند للوصول الدائم والمشرف إلى العالمية في باب العلم والمعرفة، والشكر موصول لمعالي وزير التعليم، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) وأسر المتميز (نجوم العلم وعناوين المعرفة) ومعلميهم وأصدقائهم وكل من ساندهم ودعمهم حتى حصدوا الجوائز الثمينة التي تنم عن عقلية سعودية واعدة والقادم بإذن الله أجمل.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أتشرف برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله عز وجل وشافاه وعافاه، ولسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولمعالي وزير التعليم، ولصناع الحدث ومبدعوه، ولكل سعودي وطني مخلص من أجل هذا الكيان العزيز (المملكة العربية السعودية) بمناسبة هذا الإنجاز الرائع الذي سيخلده التاريخ، مع يقيني بأننا مازلنا في أول خطوات الألف ميل، وبإذن الله سنتسيد القمة، ونتربع على كرسي المجد العلمي والمعرفي الأممي عمّا قريب، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.