أحمد بن عبداللطيف العامر
الإعلام الرقمي هو تخصص حديث نسبيًا تم تقديمه في عددٍ من الجامعات العالمية في أوروبا وأمريكا وكذلك في بعض الدول العربية. بعد أن هيمنت وسائل الإعلام الإلكترونية على سوق الإعلام وبعد تحول العديد من الصحف العالمية من الصحف الورقية إلى الصحف الإلكترونية، وازدياد الاعتماد على الإعلام الإلكتروني من قِبل المحطات التلفزيونية والإذاعية في مختلف دول العالم، تم إدخال هذا التخصص لتلبية احتياجات حاجة الأسواق العالمية والعربية إلى الخريجين المتخصصين في مجال الإعلام الإلكتروني.
يعد الإعلام بقدراته المتقدمة أقوى أداة اتصال حديث للمواطنين لمواكبة العصر والتفاعل معه. كما لعبت وسائل الإعلام دورًا حاسمًا في شرح القضايا وعرضها على الجمهور من أجل إعدادها للتغطية الإعلامية. يبشر القرن الحادي والعشرون بعصر جديد، يكون للصحافة فيه الكلمة الفصل في ظل ثورة الاتصالات والمعلومات، ثورة لن تنتهي مع استمرار عملية الابتكار والتغيير، وثورة أسفرت عن تطورات هائلة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما أدى إلى تحول في الواقع، فأصبحت وسائل الإعلام في العصر الحديث عنصرًا أساسيًا في حياة الناس، تمامًا كما أصبح استخدام وسائل الإعلام المختلفة ضروريًا لإقامة دولة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا. في الواقع، لا يمكن أن تنجح المشروعات التنموية إلا إذا شارك الناس، والتي لا يمكن إنجازها إلا بمساعدة وسائل الإعلام في قرية إلكترونية صغيرة.
ويرى المختصون أنه ستمثل مقاطع الفيديو 82 بالمائة من حركة المرور على الإنترنت في عام 2022، وسيقضي المستهلكون 85 بالمائة من وقتهم في مشاهدة مقاطع الفيديو ونتيجة لذلك، أصبحت صناعة الفيديو مكونًا مهمًا للغاية، وهناك العديد من الأفكار التي يمكن تنفيذها، ولا سيما مع تطوير تقنيات مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) (AR). تقوم الوسائط الرقمية بإنشاء وتصميم وإنتاج عناصر وسائط رقمية مثل الوسائط المتعددة والرسومات والرسوم التوضيحية وإدارة المواقع الرقمية ومحتوياتها ومعرفة خصائص وأخلاقيات الوسائط الرقمية والقدرة على إنشاء تطبيقات وسائط رقمية مبتكرة وذكية كما أن يستخدم ملياران ونصف مليار شخص وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يستخدم ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص برامج الدردشة وستنحسر القنوات الفضائية وسيتضاءل سوقها، وسيبقى جهاز التلفزيون لمقدمي الخدمات الجدد مثلما انحسرت الصحافة المطبوعة قفز برنامج مثل WhatsApp من 400 مليون مستخدم إلى مليار مستخدم في عام واحد فقط، وأصبح أكثر أهمية من Twitter!
كما أن مستقبل صناعة الإعلام الرقمي يعتمد على الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة والمتقدمة لتلبية احتياجات الجمهور وسد الفجوات الكبيرة في عملية إنتاج المحتوى الإلكتروني العربي، حيث يتمتع صانعو المحتوى اليوم بقوة كبيرة، حيث يعتقد الجمهور أنهم يتمتعون بالمصداقية ويتصرفون بأنفسهم، لذا فإن التعاون معهم لغرض التسويق هو إستراتيجية جيدة.