عثمان بن حمد أباالخيل
يسعى الإنسان في هذه الحياة أن يشعر بالراحة، راحة عقله وقلبه ويستريح من تقلبات الناس والليالي، للأسف على الرغم من كثرة النعم في هذا العصر الحديث، فإن الإنسان لا يستطيع أن يشعر أنه مستريح بل حتى لا يتمكن من أن يشم رائحتها وهذه فئة كبيرة من البشر. يقول جبران خليل جبران: أين يستريح المتعبون من أنفسهم؟ شخصياً يستريح الإنسان حين يتصالح الإنسان مع نفسه ويرضى بما قسمه الله ويعيش ويطلب الراحة التامة والسعادة الكاملة ولكنه ينسى أحياناً أن هذه الحياة الدنيا ليست بدار خلود وبقاء وإنما هي دار رحيل وفناء.
أيها المستريحون والمستريحات مُتعة الإنسان ليس فيما يلبس أو يسكن أو يركب أو يأكل وينفق عليها ليسعد نفسه ويترك أثرها الإيجابي المؤقت، بل متعته فيما يفعل وقدرته على مد العون والمساعدة ونشر روح التسامح والمحبة والبحث عن الطمأنينة التي هي قمة الاستراحة من عناء الحياة. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الآية 28 من سورة الرعد.
معدّل وزن القلب لدى الإنسان يعادل تقريباً 454 غراماً أي أقل من نصف كيلو، علماً أن معدّل وزنه لدى الذكر أعلى بـ57 غراماً تقريباً من معدل وزن قلب الأنثى، قلب المرأة ينبض أسرع بعض الشيء من قلب الرّجل. بعيداً عن استشاريي القلب يرتفع معدل ضربات القلب وينخفض اعتماداً على ما تفعله وما تشعر به وما يحدث من حولك, استرح استريحي لكي تشعرا براحة القلب ويعود إلى صفائه ونقائه. (ينام المتعب على وسادة من الحجر ليستريح، أما الكسول فلن يجد الراحة ولو على وسادة من الريش) وليم شكسبير. أرح من حولك لكي تستريح ولا تكن من الذين يستراح منهم وما أكثر الذين نتمنى أن نستريح منهم وللأسف هذه الفئة من الناس راحتهم حين ينغصون على غيرهم وهم يستروحون حين لا يُرِحون.
الخيار لك أيها الإنسان هل تريد أن تكون مستريحاً أم مُستراحاً منه والفرق بينهما شاسع. الناس مجبولون على الزلات والأخطاء فلا تجعل نصب عينيك ولا تحتفل بزلات من حولك وكن متغافلاً عن الزلات والتغافل من أرقى شيم الكرام إذا كنت كريماً أم كنْ لئيماً وهذا خيارك. أتألم كثيراً وغيري كثرٌ ممن يتألمون حين يجدون من يُجِيدون اللعب على راحة الآخرين ويزرعون القلق والشقاق أليس هذا مؤلِماً وجرحاً لا يندمل كفانا الله وإياكم الجروح التي تصيبنا ممن لا يرتاحون من راحتنا. (عندما أجلس بمفردي، يظن الجميع أنه اكتئاب؛ ولكنها لحظة راحة بعيداً عن تطفليات البشر). جورج برنارد شو.
ضغوط الحياة وأحوالها، تجعل المسلم يبحث له عن ملجأ يجد فيه الراحة والاستقرار وقمة راحة الإنسان وراحة القلب والروح إنها الصلاة وفي هذا الحَديثِ يقولُ رَجُلٌ من خُزاعةَ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: «يا بلالُ، أَقِمِ الصَّلاةَ، أَرِحْنا بها».