يبدو أن الدراسة التي نشرها الموقع الإلكتروني لـ«جمعية الطب الأميركية لأمراض القلب» في 17 يناير/ كانون الثاني والتي تقول نتيجة فحص الاكتئاب التي جاءت إيجابية لدى 326 مريضاً (31.5 %) رغم أن 98 منهم فقط (8.6 %) ورد الاكتئاب في سجلاتهم الطبية السابقة كانت دراسة سليمة وأن هناك ربطاً بين حالة الاكتئاب والعمليات ولكن الحق والحق أقول بالتوكل على الله وبالإرادة والعزيمة نستطيع تجاوز ذلك بكل يسر وسهولة، وبما أن الشيء بالشيء يُذكر تعود قصتي أنه في ليلة شديدة البرودة من ليالي الشتاء القارس كنت نائماً وعن يميني وعن شمالي طفلاي الجميلان «أمير ووجيه» وإذا بي أصحو مفزوعاً بعد منتصف الليل وأنا «أستفرغ» بكثرة -أعزكم الله- والتنفس لدي يأتي بصعوبة حاولت المقاومة لعلها نزلة برد سرعان ما تزول ولكن الوضع ازداد سوءاً وبعد أن خارت قواي ولم أثبت على أقدامي اتجهت إلى مستشفى بريدة المركزي وشرحت للدكتور الحالة والذي أصر أن يكشف ويفحص على القلب ولكن بحكم الفوبيا لدي من المستشفيات ذكرت له أن هذا أعراض برد ولا يحتاج إلى كشف ونكتفي بالمسكنات ولكنه أصر بحكم أنه هو الطبيب المعالج ويحتاج الوضع إلى تشخيص سريري لكي تأتيني المفاجأة بعد الفحص أنني تعرضت لجلطة قلبية وأن أحد شرايين القلب يحتاج إلى عملية جراحية قسطرة سريعاً وفي تلك الأثناء يحل الأمر علي كالصاعقة، حيث إني ما زلت في مرحلة الشباب ولم أكن أعاني من أي أمراض سابقة ولم أدخل مستشفى طيلة حياتي قط وإذا بي في تلك الليلة أحتاج إلى تدخل عملية عاجلة، بل إن سيارة الإسعاف بالخارج في انتظاري لكي يتم نقلي من مستشفى بريدة إلى مركز الأمير سلطان للقلب.
ولكني هنا رفضت ما بين مصدق ومكذب ولا أعلم لماذا أنا أرفض ذلك وهذا الخطأ بعينه وأنا أورد هذا المقال والقصة للعظة وأن طبيبك هو الأدرى والأعلم بحالتك الصحية ووجوب الثقة في كوادرنا الطبية، حيث يعد الطب واحدًا من أهم العلوم الصحية الضرورية للجميع ويساعد على استمرارية البشرية عبر التشخيص العلاج، فكن مستمعاً طيب الخاطر مستجيباً لكل ما يطلبه طبيبك.
وما زال للحديث بقية لموقفي الرافض فقد استمررت رافضاً ولم أستجب لكلام الأطباء والمسؤولين في المستشفى وهم يقولون الوقت يمضي وحالتك الصحية تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل وأنا أرفض وبشدة.
إلى أن استطاع الطبيب إقناعي بعد أن أثبت موقفه الإنساني والاتجاه بي سريعاً عبر سيارة الإسعاف إلى مركز سلطان للقلب والذي وجدنا فيه الكادر الطبي أمام البوابة الرئيسية في انتظارنا يتقدمهم المدير المناوب والطبيب الذي أجرى العملية والذي استطاع احتوائي بكلماته الجميلة والمحفزة..
وفي الختام أردت أن أنشر المقال للفائدة وأن تكونوا عوناً مع أطبائكم الكرام، كما أشيد بصحتنا بالقصيم وإلى مدير التجمع الصحي الدكتور سلطان الشايع وإلى كل عامل في مجال الصحة ببلادي الغالية يعمل بروح الإنسانية بعيداً عن أدائه للعمل الوظيفي ويعمل كموظف بقلب إنسان سعودي مخلص لدينه ووطنه ومليكه.