سلمان محمد البحيري
رأيت فيلماً علمياً وثائقياً قد شدني في قناة أبوظبي ناشيونال جرافيك، وهو يتكلم عن إمكانية العيش في المستقبل بعالم الخيال العلمي من خلال منظار العالم الافتراضي في برنامج عن المحاكاة للعالم الحقيقي عن طريق البروتونات والإلكترونات في بيئة حياة موجودة في عالم الخيال، حيث يشعر بها المتلقي لكي يعيش الحياة التي يريدها ويتخيلها في عالم الإنترنت فتذكرت فيلم ماتريكس حينما كانوا أبطال الفيلم يتركون أجسامهم في مركبة القيادة، ليكونوا بالروح بأماكن جديدة وعالم مختلف وتذكرت أيضاً تقنية الهولوجرام التي تجسد الإنسان في أي مكان بالعالم سواء كان حياً أو ميتاً وذلك عندما تم إحياء حفلتين واحدة للفنانة أم كلثوم وأبوبكر سالم على المسرح في السعودية رغم رحيلهما للعالم الآخر وأعتقد بأن عالم الخيال العلمي الإلكتروني مفيد أكثر عندما يتم استخدامه في تجسيد إحدى الحضارات القديمة بناءً على المعلومات والآثار المتوفرة لكي يتم محاكاتها ويتم رؤيتها أمامنا في الوقت الحاضر كما كانت كما يمكن استخدامه في التعليم والطب وأنواع العلوم الأخرى، وهو أقرب ما يكون بالدخول في بوابة عبور الزمن سواء كان في الماضي أو الحاضر أو في المستقبل لرؤية ذلك العالم، كما أن هذا العلم ينفع أن يكون عاملاً مهماً في الطب النفسي لعلاج المريض من خلال المنظار للعالم الافتراضي لوضعه في حيوات مختلفة، ولكن العيش في عالم الخيال الإلكتروني كحياة بالمطلق فهذا ربما سيكون سبباً لعزلة الإنسان أكثر، وربما كان هذا العالم أسوا من العالم الواقعي لأنه بحرية مطلقة ولا تحكمه ضوابط أو قوانين، فعلينا أن لا نتكل بشكل كبير على العالم الرقمي لدرجة الحياة بداخله، لأنه سيختفي لو تعرضت شبكة الإنترنت للعطل لسبب ما، كأن تتعرض الأقمار الصناعية لموجات شمسية عالية الذبذبات أو حينما يكون هناك انفجارات في الكون أو حرب إلكترونية أو حدوث حرب في الفضاء ما بين القوى الكبرى ويتم تدمير الأقمار الصناعية، فسنجد أن هذا العالم سيتلاشى ويصبح سراباً، مهما كان العالم الافتراضي مثالياً وجميلاً.