عبد الله سليمان الطليان
بطّة عرجاء في المعجم: هو وصف عامّي بريطاني لشخص غير منتج وغير كفء ولا يمكنه مواصلة العمل دون مساعدة من الحكومة، أمّا في الولايات المتّحدة فهو يعني موظّفاً كبيراً محدّد الصلاحيات بسب قرب إحالته إلى التقاعد, أو اصطلاح مستخدم في سوق الأوراق المالية يعني أن إشهار إفلاس عضو السوق وشيك بسبب عجزه عن الوفاء بديونه وأنه عرضة لمحاولات مؤسسات أخرى للاستيلاء عليه.
يمكن أن نجد هذا في واقعنا من خلال وصف الشخص غير المنتج وغير الكفء الذي يكون عالة على عمله وذلك بسبب سوء إدارته لواقع حياته التي ترى فيها الفوضى والعشوائية على الرغم من عدم وجود مشاكل عائلية وصحية لديه, لكنه يتصف أحياناً بالتبلد والكسل وحب الراحة التي تأصلت لديه مع الوقت وأثرت على إنتاجيته في عمله الذي يعكس نمط حياته العامة للذين معه في بيئة العمل, ونحن نسمع الكثير ممّن هم على هذا النسق أحياناً تصاب بالتعجب عندما تسمع وتجالس بعضاً من هؤلاء فتجد أن روح التذمر من واقع العمل يصدر منهم بثرثرة مفرطة ما بين طول الوقت وعدم الحصول على الراتب المجزي وليتهم يتوقفون عند ذلك بل يصل إلى طامة كبرى وذلك بفقدان الحوافز والمكافآت أسوة بغيرهم من العاملين الذين يعملون بجد وجهد وإنتاجية عالية, هم مضرب المثل وعلى النقيض نجد بعضاً من هؤلاء الخاملين من يقرعهم على نحو مخجل مبطن بالسخرية, وهذا مبعثه أحياناً في الكثير من الأعمال هي الحسد والغيرة, والتي يمكن أن ترتبط بالتفوق العلمي أو القدرات الذهنية العالية التي تستثمر هذه القدرات بشكل فعال في مجال العمل لتحقيق وبلوغ الطموح الذي يغيب عن هؤلاء الجامدين الذين أحياناً ما يكونوا مثبطين للعزائم في بيئة العمل أو في محيطهم الأسرى من خلال ثرثرتهم في كل لقاء أو مناسبة اجتماعية, أتمنى البعد أو تجنب من هم على هذه الشاكلة ومصاحبة ذوي الهمم العالية.
يقول المتنبى:
بقدر الكد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلى بغير كد
أضاع العمر في طلب المحال