عثمان بن حمد أباالخيل
الإنسان يعيش في بحر من العلاقات مع الآخرين في كل مكان يوجد ويعيش فيه سواء إقامة دائمة أم لفترة زمنية محددوة، العلاقات مثل تقلبات الطقس في العالم فهي متغيرة بقدرة الله أحيانًا تكون مؤلمة. إعادة النظر ينطبق في كل تفاصيل حياة الإنسان لكنني هنا أركز على العلاقات مع الآخرين الذين تواجههم وتعيش معهم لفترة طويلة أو متوسطة الزمن أو القصيرة. إننا في علاقاتنا بالآخرين لابد أن تدخل المنافع والمصالح المشتركة رغبنا في ذلك أم لم نرغب. وتختلف العلاقة مع الآخرين حسب المسافة التي تفصلنا فعلاقتنا مع الأبوين، والعلاقة بين الزوجين، والأصدقاء، والزملاء في العمل، والجيران، وهكذا من العلاقات. هناك من يعتقد أن العلاقة مع الآخرين تكون على مستوى واحد وهذا خطأ يقع فيه البعض فليس من المنطقي علاقتك مع والديك تكون في مستوى العلاقة نفسه مع زملاء العمل. هناك من يصطدم ويُصاب بخيبة أمل وفقدان الثقة حين يُصاب بسهم أقرب الأقربين وهنا لابد من إعادة النظر إنه الشعور الخذلان، بالصدمة إثر التعرض لموقف لم تتوقعه بأي حالٍ من الأحوال أن يأتيك ممن كان يومًا ما مصدرًا للثقة والأمان ومستودعًا للأسرار. (الصديق المزيف كالظل، يمشى ورائي عندما أكون في الشمس، ويختفى عندما أكون في الظلام») جبران خليل جبران
حين تُقيم العلاقة مع الطرف الآخر وتجد أنها تسوء فيما بينكما فلا بد من إعادة النظر، ومن المتوقع الانسحاب التدريجي وقطع العلاقات أفضل من الاستمرار قد تؤثر على النفس والمزاج. كثيرٌ من الناس يتحملون الإساءة من الطرف الآخر على أمل أن يغير سلوكه لكن الوقت يمضي دون تحقيق ذلك فتكون النتيجة الابتعاد. وإعادة النظر يعني التخلص من العلاقات السامة التي تؤذي الصحة النفسية والقلق، المهم أن يكون هذا التخلص مبنيًا على العقلانية وليس الاندفاع اللحظي، الانسحاب من العلاقات المؤذية ليس فشلاً بل راحة بال. هناك شريحة من الناس تتحمل الطرف الآخر من أجل المصلحة الشخصية، وهذا واقع لا غبار عليه، هل انتهت الصداقة الحقيقية بين الناس وتحوّلت إلى صداقة مصالح؟ هل مبدأ صداقتي هي مصلحتي هو السواد الأعم في مجتمعنا؟ أليست هذه حقيقة وما أكثر الحقائق التي نغيبها في واقعنا الاجتماعي.
مطلقًا لا تجامل في علاقاتك المؤذية تخلص منها وكن شجاعًا واكسب نفسك قبل أن تضيع وتضيع معها وكما يقال قرار التخلص من العلاقة المؤذية ألم ساعة واحدة ولا كل ساعة. (أحيانًا يكون غفرانك الزائد لأخطاء من تحب سبب فشل العلاقة) نزار قباني. للأسف هناك من يظنون أنه يمكنهم أن يغيروا الطرف الآخر، ولكن في حقيقة الأمر، هذا ليس بالأمر الممكن بسبب تأصل وتعمق قيم والعادات السيئة في أعماق ذاته، لكي تصلح حياتنا علينا إعادة النظر في العلاقات التي في حياتنا حتى لو كانت أقرب الناس.