من الظواهر اللافتة للانتباه في العقدين الأخيرين، ظاهرة السمنة المفرطة في مجتمعنا بين الرجال والنساء على حد سواء، بل تعدى الأمر ذلك، حتى غمر أوساط الشباب، ولقد كان لأنظمتنا الغذائية، وتوفر وسائل الرخاء، والرفاهية الزائدة، وقلة الأعمال اليدوية الأثر الكبير في تكون هذه الظاهرة، كما ترتب على هذه الحالات أمراض لم تكن شائعة بهذه النسبة في مجتمعنا أيضاً، كداء السكري، والضغط، وأمراض القلب وتصلّب الشرايين، وغيرها من الأمراض الناجمة عن مشكلة السمنة.
ومع تفاقم هذه الظاهرة وما تؤدي إليه من آثار سيئة على صحة الفرد، وجدنا مؤخراً بوادر طيبة لعلاج هذه المشكلة انطلقت من أفراد المجتمع بعد إحساسهم بهذه المشكلة، وزيادة وعيهم بأهمية الوقاية من هذا الداء بالنشاط البدني عموماً، ورياضة المشي خصوصاً، والجميع يدرك ما لهذه الرياضة من فوائد جمة في تحسين صحة الإنسان، والوقاية من الأمراض -بإذن الله - بل أثبتت البحوث والدراسات العلمية أن رياضة المشي، إلى جانب وقايتها الصحية من البدانة وما يتعلق بها من أمراض السكر والضغط وتصلّب الشرايين فإن لها فوائد أخرى كتقوية الذاكرة، والمحافظة على لياقة الجسم، وتحسين الأداء الجنسي، والتوازن النفسي؛ فالمشي دواء للعقل والجسم على السواء.