كنا ندعو الله أن يبلغنا شهر رمضان، وقد حقق الله أمنياتنا فله الحمد والشكر على ما أعطانا ووهبنا لنقوم بأداء واجباتنا في الشهر الفضيل ونرجوه تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال وأن نكون من العتقاء من النار.
وجاء عيد الفطر السعيد وقلنا أهلاً بالعيد وسعدنا بمقدمه السعيد ولبس الأطفال له كل جديد. العيد نراه في ابتسامة طفل، ورضى أم، وبر أب، ونظرة حنان من ابن أو ابنة، وسلام من أخ، وزيارة الأقارب، وتوادد الجيران ولقاء الأصحاب.
العيد زرع ابتسامة في قلب يتيم، العيد حبة حلوى من القلب، العيد هو الجمال الروحي والنفسي والحسي، والكلمة الحلوة والبسمة المشرقة، وهو طقوس تعبِّر عن الفرح والسرور مع أولادنا وأحفادنا ومن نحبهم، العيد هو القلب المفتوح، والعقل النير، والنفس المطمئنة وهو المودة بكل صورها وألوانها، العيد فرحة للجميع وأوقات هانئة لكل يتيم أحس بيتمه الآخرون وشاركوه فرحة العيد. في العيد تتشابه الكلمات والأمنيات لذا أتمنى لو أنني أملك لغة جديدة لكي أسطر حروفها على ذاكرة كل من يقرأ كلماتي، لذلك أكتب لكم بمداد قلبي وليس بمداد قلمي. دعوني أصافحكم في العيد.. لعلي أذكركم بأن مظاهر الحياة قد سرقت الفرحة والحب من القلوب التي أصبحت مثقلة بكثير من الاعتلالات، وبحث الإنسان عن ذاته الضائعة وسط ازدحامات القلق والتوتر والماديات حتى لم يعد لأي شيء طعم أو رونق أو لون.. فأصبحت النفس الإنسانية مبعثرة على لوحة الحاضر حتى نسيت بهذا التبعثر حلاوة مواصلة الأهل، والأحباب، ولذة الرضا، والتسامح..
أصبحنا نحس بوجع الفراق، ومواجع الغياب والابتعاد، وفواجع صمت الأبواب المغلقة في وجه كل زائر للتهنئة بالعيد.. واستغراق أهلها في سباتٍ أو استسلامهم ليقظة إجبارية أمام التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت تضيق منها النفس لما تسببه من حب للوحدة والابتعاد عن الآخرين.
دعوني أصافحكم في العيد وأن نعيد الزمن للتعبير عن عاطفتنا ومشاعرنا، ونعطيها مساحات أكبر وأوسع وأشمل ونوقظ إحساسنا بها، وضمائرنا النائمة والغافية على عتبات النسيان، وتوقظ فينا لقاءات الوئام والالتزام بأخلاقياتنا المثلى والمحافظة على وشائجنا العريقة، ونوقظ فينا قدسية العيد، ومكانته الدينية والاجتماعية ويعود الفرح والألفة إلى النفوس والقلوب.