هل تعتقد حينما تركوك دون ذنب منك بأنهم سيعودون إليك؟!
هل من جرحك سيعود، ومن باعك لأجل غيرك سيعود
من أخطأ في حقك سيعود، ومن آلمك سيعود ثانية
وإن حدث هل تعرف متى سيعودون إليك؟!
حينما يجدون بأن جراحك قد تعافت وأصبحت قويًا وصرت أفضل، وأنهم لم يستطيعوا أن يكسروك ويحطموك من الداخل، وأنك قد تشافيت منهم وأنك قد استطعت بأن تعيش من دونهم، هم سيعودون عندما تنهض من صدمتك فيهم وتستعيد قوتك، ولم تعد حتى تفكر فيهم، هم سيعودون حينما تنجح في حياتك دونهم، هم سيعودون لك عندما تجد أنت البديل وتصبح سعيدًا وتضحك دونهم.
هم سيعودون لك عندما تضعهم في حجمهم الطبيعي، هم سيحاولون العودة إليك عندما يرون بأن كل شيء كان لهم سيذهب لغيرهم.
لذلك لا تجعل رحيل أحد أو فراقه يوقف حياتك أو يحزنك أو يشتت ذهنك، هم سيعودون لك ولكن بعد فوات الأوان، لأنك ستشعر بأنهم طاقات سلبية سارقة تمتص من سعادتك وطاقتك الإيجابية، لذلك لن تحب بأن يكونوا موجودين في حياتك مرة أخرى، لأنهم قد خذلوك ولم يقدروا قيمتك ولا طيبتك وحبك لهم، نعم لأنهم قد خذلوك في أعز حاجتك إليهم، هم سيعودون لك مرة ثانية ليطلبوا منك فرصة ثانية ولكن إذا أعطيتهم هذه الفرصة سيكررون ما قد فعلوه معك في المرة السابقة لأنك لا تستطيع الاستغناء عنهم، لأنهم يعتقدون بأنهم محور الكون فلا تحزن على أحد لم يعرف قيمتك، لأنه حتمًا لا يستحقك وأن الله سيرزقك بالأفضل منه، لأن هناك آخرين يتمنون منك لو كلمة أو لفتة اهتمام، «ورب ضارةٍ نافعة» وأصبح لديك وعي بأنه لن ينفعك إلا الله ثم نفسك، وأصبحت تعي الدرس، بحيث إنك لا تعلق آمالاً كبيرة على أي شخص ولا ترفع سقف توقعاتك فيه فأصبحت الآن بعد هذه التجربة القاسية تركز على نجاحك فقط وعلى قيمتك كإنسان، وتعلم بأن الصدمة وإن آلمتك فهي قد قوتك وجعلتك صلبًا لكي تستطيع بأن تواجه ظروف الحياة الصعبة التي تعترض طريقك في بعض الأحيان.