أحمد المغلوث
بعيدًا عن التعصب أو المناطقية أو المجاملة. أقول إن قيادتنا الحكيمة حفظها الله وسدد على الخير خطاها في كل مسار واتجاه وفعل يخدم الوطن والمواطن جاء تشكيل مجلس إدارة هيئة تطوير محافظة الأحساء بناءً على الأمر الملكي الكريم القاضي بتأسيس هيئة تطوير محافظة الأحساء المبني على ما رفعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد الأمين، ونائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية حفظه الله فقد صدر أمر سامٍ بتشكيل مجلس إدارة الهيئة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، وعضوية كل من: صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر آل سعود ونائب وزير السياحة الاستراتيجية والاستثمار صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود بن خالد، والمستشار في الديوان الملكي معالي المهندس إبراهيم بن محمد السلطان ومعالي الأستاذ حامد بن محمد فايز ومعالي المهندس منصور بن هلال المشيطى وممثل من وزارة الطاقة. هذا التشكيل الذي جاء مجسدًا لرؤية الوطن الصائبة في حسن الاختيار خاصة والأحساء ومنذ عقود بحاجة ماسة للتطوير والازدهار لتواكب شقيقاتها من المناطق والمحافظات اللواتي حظين بهيئات تطوير عليا بدأت تؤتي أكلها، والأحساء كما لا يخفى على الجميع بحاجة ماسة للمزيد من المشاريع التطويرية المختلفة لتواكب نهضة الوطن في مرحلة هامة من تطوره في هذا العهد الزاهر الذي بات يشار له بالبنان.
فالأحساء بكل عراقتها التاريخية والحضارية وعمقها الاقتصادي وحاضرها االمتفائل بمستقبل مشرق بعون الله وجهود هذه الهيئة ومجلس إدارتها، وبحكمة أبنائها وعقول علمائها إابداع أدبائها ومفكريها وفنانيها ومثقفيها وسواعد مواطنيها في كل موقع أكان صناعيًا أو زراعيًا وبقيمها وأخلاقياتها, ولحمة مواطنيها من سنة وشيعة. إنها الأحساء التي كتب عنها الرحالة والمستكفون في كتبهم التي أرخت لزياراتهم لها قبل عشرات السنين. إنها الأحساء «عروس الخليج» والواحة الأجمل كما قال عنها الرحالة الدنمركي «كليبر» قبل 120 عاماً قادمًا من العراق.
لقد كانت الأحساء حلقة وصل بين الجزيرة وبين شرق آسيا.. نظرًا لموقعها الاستراتيجي المتميز وبالتالي احتلت موقع الريادة في القرون الماضية ولقد رسم الهولنديون خريطة خليجها الذي سجلوه باسم «الحسو» على كرتهم الأرضية الموجودة في متحف ميلانو منذ قرون. كل هذا وذاك جعل من الأحساء، وطنًا يطمح إليه الطامحون، ويهاجر إليه المهاجرون فهي غنية فوق الأرض وتحت الأرض.. متعددة الملامح والخيرات متنوعة الخصائص والصفات.. متعددة المواهب والقدرات. ثرية بالعطاء وعميقة بالوفاء والولاء. إنها الأحساء. «هجر» الذي كان سوقها فيما مضى من زمن وكان منافسًا قويًا لسوق عكاظ. إنها أول من نسج ستارة الكعبة الشريفة في مدينة المبرز بطلب من المؤسس طيب الله ثراه، ومشالحها المتميزة وعباياتها الحريرية والوبرية يفخر بها كل من لبسها أو اقتناها.. أما تمورها فحدث ولا حرج. كانت سببًا في بروز تجار مشاهير باتو من الأعيان. أسسوا من خلال ذلك تجارة رابحة درت عليهم خيرًا كثيرًا. إنها الأحساء التي أنجبت مشاهير الشعراء والمبدعين منذ القدم في مختلف المجالات.
واليوم حان لها أن تضاعف من عطاءاتها وخيرها بفضل الله ومن ثم بركة هذه الهيئة التي يتطلع إليها أهل الأحساء وغير الأحساء بحب وتفاؤل أن يتحقق للأحساء ما تتطلع إليه. وتسعى إلى تحقيقه قيادتنا الخيرة والمعطاءة وماذا بعد لقد فرحت الأحساء بأميرها الجديد وبهيئتها التطويرية العليا. متمنين للجميع التوفيق والسداد..