إعداد - عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم القاضي:
مراجعة - تميم بن عبدالعزيز بن محمد القاضي:
تحدثنا في الحلقة الماضية عن نسب (صاحب العنيزية) ومولده، عن حياته ونشأته، وعن صفاته الخَلقية والخُلقية والمكتسبة. كما قدمنا عرضًا لأربعة من مؤلفاته، هي: (تفسير القرآن) ومنظومة (العُنيزية) و(رحلة الفتيان في مرابع البيان) و(بصيرة الفتيان بعد رحلة البيان).. وفي هذه الحلقة نواصل الحديث عن صاحب العُنيزية، فنواصل تقديم بقية مؤلفاته المخطوطة والمطبوعة، ثم نتحدث عن شخصيته ومسيرته العلمية والأدبية، ثم نختم بـ(وفاته) رحمه الله.
5 - عمود النسب
كتيّب صغير حوى تفريعات عمودية لنسب أسرته (أسرة القاضي). وكان قبل تحريره قد رسم بخط يده خارطة بصرية مصغّرة لتسلسل ذرّية (وُهيب) جد بطن الوهبة من حنظلة من تميم. قال في التقديم لـ (عمود النسب): «يقتني أفراد الأسرة شجرة النسب التي اضطلع أخونا الكريم أبو هشام(1) بإخراجها في صورة حسنة، أصبحت – إضافة إلى نفعها وفائدتها – زينةً في المجالس، ومرجعًا عند الحاجة إلى معرفة أصل من أصول الأسرة، أو فرع من فروعها. ثم بدا لي أن ثمة فائدة أخرى رديفة ومكملة لها يدعو إليها أمران: أحدهما أن إخراج النسب وتفصيله وتفريعه في شكل شجرة، وأغصانها بحجم كبير، قد لا يخلو من صعوبة وعُسْر على بعض المراجعين، وأنه ربما كان إخراج النسب وتفصيله بشكل عمودي أتمَّ يُسرًا ووضوحًا... الأمر الآخر: أن شجرة النسب المطبوعة – كما تُرى – في حجم كبير، سواء كانت ملتفة على طيّتها، أو مبسوطة داخل منظرتها وبروازها. فبدا لي أن إخراج النسب في كُتيّب صغير يسهل به التناول، ويُقرّب الفائدة، لسهولة تناوله عند الحاجة، وليُسْرِ نقله إلى أي مكان آخر في السيارة وفي غيرها، ولإمكان وضعه في أي دُرْج أو ملف عن يمين الجالس أو شماله، يتناوله عند الحاجة إليه، ويقلب صفحاته إلى حيث يريد هو خاصة، أو ما بينه وبين محادثيه الجالسين معه. وبذلك يكون هذا الكتيّب عن النسب بالتخطيط العمودي وبحجمه الصغير قد أضاف فائدة أخرى في تيسير الاطلاع والإفادة».
وكان رحمه الله قد فرغ من إعداد (الكُتيّب والخارطة) سنة 1408هـ. ثم طبعت اللجنة التنظيمية في الأسرة (عمود النسب) دون الخارطة سنة 1412هـ. ويظهر أنها نسيت مقدمة المؤلف التي شرح فيها سبب التأليف، وأورد فيها بعض المعلومات الموجزة التمهيدية! وكانت طبعة للتداول العائلي فقط، حيث تم توزيعه على أبناء الأسرة في اللقاء العام الذي انعقد في تلك السنة. وكان مؤلف (عمود النسب)(2).
6 - تدبر التلاوة (مخطوط)
قال في التقديم له: «(تدبر التلاوة) شأنٌ من التدبر مرامه وريادته ما ينبعث في النفس حال التلاوة في موضع آية أو بضع آيات من عظة، وما يبرق في الفكر من اعتبار. ثم يحقق صفاء التدبُّر، وجلاء الاعتبار من مصادر العلم والدراية. وكم من آية في كتاب الله يمر المعتبر في تلاوته اليومية ينبعث لديه في النفس ومضة اعتبار، وبارقة تدبّر. فإن هو تلبّث وسجّل بالقلم على الورق تدبُّرَه، ورجع إلى ما يزيده فقهًا وبصرًا من مصادر العلم، اطمأنَّ به تدبُّر، واستقر له اعتبار. وإن غُفِلَ وتُرك طوته صوارف النسيان. هذا الشأن والوصف الذي يسطع في الذهن حال التلاوة تدبّرًا واعتبارًا، منه ما ينحصر في مضمون الآية المتلوَّة وموضعها، ومنه ما يتسع تذكُّرًا لمواضع أخرى في الكتاب المبين، والذكر الحكيم. وهذا القلم – بتوفيق من المولى سبحانه واتكال عليه – ركب مطيته بين الأصبعين في التلاوة اليومية، ختمةً إثر ختمة، شهورًا وأعوامًا، يسجل ما استوقف بصره عند استبصار، وتلبّث به تدبّر عند اعتبار، مع تحقيق الاستبصار، وجلاء الاعتبار من مصادر العلم، حتى اجتمع لديه مع الأيام والأعوام مادة أهّلت لاحتواء مُصنَّفٍ تميّز له عنوان من وصفه (تدبر التلاوة)».
7 - موعظة العصر بعد صلاة العصر (مخطوط)
قال في مقدمته: «هذه فصول موجزة، خُصّصت لوقت معيّن من الزمن هو فترة انصراف المصلين من صلاة العصر، وهو الوقت الذي اعتاد فيه المسلمون في الغالب – أدام الله عليهم التوفيق – أن يتلبّثوا دقائق معدودة في أماكن صلاتهم في كل مسجد ليستمعوا من إمامهم كلمات نافعة، فيها رُشد أو علم أو موعظة، دقائق معدودة لا تتجاوز الخمس أو السبع ثم يتفرقون منصرفين إلى شؤونهم وأمورهم ومعاشهم. ولقد جرت العادة في غالب الأحوال أن تكون الفصول التي يستمعون إليها كلها دائرة على الأحاديث النبوية... والحديثُ الشريفُ – بلا ريب – فيه الخيرُ العميم... ولكن العلم الواجب تحصيله على كل مسلم يقوم على الأصلين العظيمين: الكتاب والسنة معًا، وليس على واحد منهما، وقد ضل من لزم أحدهما واستغنى عن الآخر...». وقال في ختام المقدمة، إن هذه الفصول: «فرعٌ من السلسلة العلمية التي يتقدم بها راجيًا بها وجه الله والعُقبى الحميدة، له وللداعين إلى كتاب الله، ولجميع المسلمين».
8 - بصرة التدبر (مخطوط)
أو (بُصرة التلاوة) أو (رفيق التدبر) ومتفرقات أخرى في الفقه، والحديث، والتراجم، وغيرها. وهو الأخير من مصنفاته رحمه الله.
9 - في سمر الأنصار (مخطوط)
وفيه ست عشرة قصيدة ومقطوعة واحدة من أربعة أبيات. وله قصيدتان خارج الديوان كتبهما تحت عنوان يقول (نحو كيان عربي)، ويظهر أنه كان ينوي أن يكتب سلسلة من القصائد تحت هذا العنوان. والديوان وتلك القصائد مما كتبه إبان إقامته في البحرين وفي إقامته في الدمام كما يظهر. وله من المصنفات الأخرى المخطوطة أيضا:
10 - علوم القرآن
11 - أصول الفقه
يتبع
هوامش
(1) هو العم عبدالعزيز السليمان المحمد العبدالرحمن القاضي رحمه الله، ساكن الكويت (1347-1425هـ).
(2) شارك المترجم له والده في تأسيس شجرة أسرة القاضي سنة 1360هـ تقريبا عندما كانا في البحرين جاء في الطبعة الأولى من شجرة أسرة القاضي المطبوعة سنة 1404هـ 1984م ما يأتي: "أول من أسس هذه الشجرة هو المرحوم الحاج محمد الحمد المحمد العبدالله القاضي في البحرين مع نفر من صحبه وولده عبدالعزيز، وذلك منذ أكثر من (ثلاثين) عامًا".