د.نايف الحمد
بعد أن صدر التوجيه الكريم أعلنت وزارة الرياضة تعليق المنافسات الرياضية حتى 16 مايو نظراً لوفاة سمو رئيس دولة الإمارات - رحمه الله - مايعني إعادة جدولة باقي مباريات الموسم.
الكثير من ردود الأفعال الغاضبة التي صاحبت إعادة الجدولة متناسية أن التأجيل جاء بأمر كريم، وكذلك ارتباط هذه الجدولة بنهائي الكأس والذي يتحدد بتوجيهات كريمة يتشرف الرياضيون فيه بلقاء الوالد القائد - حفظه الله - وأن هذه المواعيد يجب أن تكون محل رضا وقناعة من الوسط الرياضي والذي يتطلع له الرياضيون وينتظرونه في كل موسم.
في الحقيقة أن الأمر يبدو غريباً عندما نرى أو نسمع من يطالب بإبقاء مباريات الهلال مضغوطة وإرغامه على اللعب في أقسى الظروف، وأن محاولة حماية مبدأ العدالة وتساوي الفرص بين المتنافسين هو محاباة للهلال! وكأنهم يعترفون بعدم قدرتهم على مجاراة الهلال في ظروف متكافئة، فيطالبون وبصوت عالٍ بإرهاقه وتجهيزه لهم!
أعتقد أن مثل هذه الأطروحات المتشنجة التي تعتمد على مجرد رفع الصوت وإثارة الرأي العام دون أدنى مسؤولية أو أسباب مقنعة لا يجب أن يُسمع لها خاصة أن الجماهير أصبحت أكثر وعياً. ثمة أمر آخر يلفت الانتباه هذا الموسم.. هو ذلك الصخب الكبير الذي يحدث خارج الملعب نتيجة لقضايا وأحداث أشعلت الشارع الرياضي وصرفت جزءاً كبيراً من الاهتمام لهذه الأحداث، ماجعل الكثير من الجماهير تحرص على متابعة هذه الأحداث أكثر من حرصها على متابعة المباريات!
بطبيعة الحال إن تداخل أقطاب للكرة السعودية في هذه القضايا سيجعلها مثار جدل وسيوفر أجواء مثيرة يحاول البعض استغلالها تبعاً لأهدافه.. وقد يكون انتقال حمدالله من النصر للاتحاد وكذلك توقيع كنو لعقدين مع ناديه الهلال ونادي النصر هما أبرز قضيتين شغلتا الرأي العام، فكانتا طوق نجاة لإدارة النصر التي لم توفق في تحقيق بطولات هذا الموسم، في حين تبقى للاتحاد بطولة الدوري والتي يتنافس فيها مع الهلال وإن كان الأقرب لها.. أما الهلاليون فأرى أن عليهم التركيز على بطولة كأس الملك وإضافة بطولة أخرى هذا الموسم للخروج بموسم ناجح بكل المقاييس بغض النظر عمّن ستؤول له بطولة الدوري.. فـ ( عصفور باليد خيرٌ من عشرة على الشجرة).
نقطة آخر السطر
ما حدث هذا الموسم من صخب وأخطاء ارتكبتها بعض الأندية واللاعبين خاصة في موضوع الانتقالات نتمنى ألا نراه مستقبلاً كونه يتسبب في صرف النظر عن المنافسات الحقيقية داخل ميادين كرة القدم ويقلل من متعة المشاهدين ويؤثر على قيمة الدوري السعودي والجهود المبذولة لوصوله لأعلى المستويات.
نريد أن نرى مسابقات يسودها التنافس الشريف وتستمتع بها الجماهير وتقدم الصورة الحقيقية لكرة القدم السعودية وتعكس تطور الوطن في مختلف الميادين، وقطاع الرياضة واحد من أهم هذه الميادين.