رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
قرأت ذلك العنوان الحزين (نقطة في آخر السطر) للكاتب الدكتور إبراهيم التركي فشعرت بقلم خبير يكتب حروف الوداع والإمضاء الأخير في جزيرة الثقافة والأدب بعد أن سكنها أربعة عقود كان يزخرفها بفسيفساء الإبداع.. ويبحر من حولها حامياً لشواطئها حتى بدأت تشع جمالاً وأضحت منارة وهداية لأقلام لمعت.. ومورداً عذباً نقي من الشوائب والطحالب لمن يعشقون الحرف جزيرة ثقافية استوعبت أكثر من بحار ثقافي وأدبي شعراً ونثراً ورواية وحكاية وقصة لوجوه ومشارب من خارطة الوطن ومحيط العرب حتى تحولت لواحة بألوان زاهيه يكسوها الجمال وتحفها السعادة.. جاء محافظها أبو يزن ليعلن ترجله ووداعه بعد أن اكتمل البنيان.
ترجل الفارس أبو يزن بعد أمتعنا في عطائه وحروفه وكلماته ترجل مهندس الكلمة ومن يعطر عباراته بنفس زكي وبعد آخر وروح جميلة.. سنفقد كقراء اسماً وعلماً ونبع أسبوعي ينهمر فيضاً بجواهر الأدب ولؤلؤ الثقافة.. لكن عشمنا أن الأقلام النيرة لا تسقط ولكن تتوارى عن الأنظار لفترة كإستراحة محارب.. وإذا ابتعد عن دفة المركب وأطلق الشراع وأبحر إلى جزيرة أخرى فلن يفقد بوصلته القديمة وستبقى جينات الوفاء في عروقه وقلمه من خلال محطة أسبوعية.
كرسي أبي يزن في جزيرته الأولى سيتعب من يجلس عليه.. لأنه حمال للأثقال والهموم وتعود على مساحة من الإبداع.. بل كأني أراه يتحرك بأكثر من مكان وخارج محيط جزيرته ليسهم في سكب الإبداع هنا وهناك.. بل إن تلك المجلة الثقافية عليها أن تحسن وداع ربانها الأول بما تستطيع فكم كانت تحتفي بالأبعدين وأن تكون شيمتها حسن الوداع وتبقى مسؤولية الخلف وفقه الله.
أما أبو بشار فعزاؤك الفراق لرفيق الدرب وشريك البناء الصحفي.. لكن رحلة الحياة قدرها أنها لا تبتسم دائماً وما سطرته أناملك عن أبي يزن يكشف عن معدن أصيل ومحبة لا تقدر بثمن وأخوة صادقة.. تحت مظلة الجزيرة الغراء عوضك الله بالخلف شبيه السلف.. الذي أتمنى له حياة سعيدة وعطاء متجددا وصحة وعافية.
** **
- الرس