عمر إبراهيم الرشيد
تعد الثروة البشرية أساس استقرار وتقدم الدول والشعوب، فهي المصدر الأول لأي مجتمع يتوق إلى مصاف المجتمعات الإنسانية. ولقد شرفت بأن كتبت هنا عن أمثلة سعودية مشرفة في شتى الميادين كونهم قوة ناعمة للوطن نفاخر بها بين الشعوب. فمن عالم جراحة الأعصاب الدكتور نايف الروضان إلى الدكتورة غادة المطيري عالمة الكيمياء الحيوية، مروراً بالدكتور عبدالعزيز الربيعة أخصائي فصل التوائم، الدكتور صفوق الشمري الذي رأس مستشفى في اليابان، إلى مشاعل الشميمري المتخصصة في هندسة الصواريخ والفضاء والتي تعمل في ناسا، والدكتور فيصل العتيبي أخصائي جراحة المخ والأعصاب.. والقائمة ولله الحمد والمنة تطول. قلت إن هؤلاء وأمثالهم مما لا يسع المقام لسردهم جميعاً انما هم قوتنا الناعمة وفخرنا وعماد تطورنا الحقيقي بعد الله عز وجل، ثم بدعم حكومة خادم الحرمين وولي عهده حفظهما الله، وبتشجيع وتكريم هؤلاء سوف نتقدم أكثر بعون الله. أما شخصيتنا التي أحببت أن أشير إليه في مقالي هذا فهو الدكتور عبدالعزيز الخالدي أخصائي جراحة القلب الذي كرمته سفارة جمهورية بولندا بالرياض مؤخراً، لانقاذه بعد الله حياة طفل في سنته الأولى ولد بتشوه خلقي في الشرايين لم يكن من الممكن له أن يعيش لولا لطف الله ثم إجراء تلك العملية. يذكر الدكتور عبدالعزيز أنه تلقى رسالة من والد الطفل يفيده فيها بأن الأطباء في أوروبا لم يتمكنوا من اجراء العملية، وبعد مخاطبة المقام السامي صدرت الموافقة على استقبال الطفل في المملكة واجراء العملية له والتي تكللت بحمد الله بالنجاح وتعافي الطفل.
وللمملكة مواقف مع بولندا هذا البلد الشرق أوربي، فلقد سبق وأن قام الدكتور عبدالعزيز الربيعة أخصائي فصل التوائم وبرفقة فريقه الطبي بفصل التوأمتين البولنديتين أولجا وداريا، مما مكنهما بفضل الله ثم هذا التدخل الجراحي من العيش بشكل طبيعي، وقامت اثر ذلك الحكومة البولندية بتكريم الدكتور الربيعة في العاصمة البولندية وارسو فكرم هو بذلك كل سعودي، وأصبحت المملكة حكومة وشعباً والملك عبدالله رحمه الله تعالى حديث البولنديين بعد تلك البادرة الانسانية الحضارية. وها هي البادرة تتكرر في عهد الملك سلمان مع هذا الطفل وهذا الطبيب السعودي الذي نفخر به كمثل وقدوة حقيقية، بعد أن شاع واشتهر أمثلة منصات الاعلام الاجتماعي بكل أسف ليس نتيجة عمل قاموا به يخدم المجتمع والوطن ويسهم في رفع مكانته، بل نتيجة (خالف تعرف أحياناً).
تطلق بعض الشعوب العربية مسمى الحكيم على الطبيب وحق لهم ذلك، وكم من طبيب برع في الكتابة والأدب والسياسة كذلك، فالكاتب والأديب الروسي انطوان تشيكوف، والزعيم الماليزي مهاتير محمد مثالان على ذلك. وقد سبق أن افردت مقالاً عن أخصائي جراحة المخ والأعصاب الدكتور نايف الروضان زميل أعرق الجامعات في العالم والذي اتجه إلى الكتابة في الفكر السياسي والعلاقات الدولية، مستعيناً بتخصصه المتقدم لفهم سلوك الدول وعلاقاتها ببعضها وهو يرأس حالياً معهد العلاقات الدولية في جنيف.
وعندما أكتب عن الدكتور عبدالعزيز الخالدي الطبيب فإني أكتب عنه كإنسان خدم دينه ووطنه والانسانية كذلك، بأنه قدم صورة المسلم والمواطن العربي السعودي كأرقى صورة، ولن أفيه حقه ولا حق أمثاله ولكنها كلمة حق من أقل الواجب قولها، إلى اللقاء.