رمضان جريدي العنزي
هل ستكون حرب أوكرانيا مجرد كابوس رهيب لخطر نووي فظيع قادم، وهل سيصيب العمى العالم وتحين الساعة المشؤومة، وهل تندلع الحرب العالمية الثالثة والتي إن قامت لن تبقي ولن تذر، ولن تترك لا بشر ولا حجر ولا ماء ولا طقس ولا شجر، وستقضي على الأخضر واليابس، ولن تسلم منها دولة بل سيكون لها أضرارها الكبيرة والمخيفة والمتعددة، كونها ستكون حرباً نووية بيولوجية إلكترونية مبرمجة وعالية الدقة، ستكون سيناريوهات لا يمكن تخيلها أو تصورها أو تخطر على ذهن بشر، ستكون هناك إشعاعات وأغبرة وأدخنة نووية تدوم آثارها طويلاً، وسيكون شتاءً نووياً طويلاً يدوم لعقود أوقرون أو حتى لآلاف السنين، ستكثر الأمراض والأوبئة، وسيموت الناس بكثرة مخيفة كما يموت الذباب، وستمتلىء الأرض بالمقابر والمدافن، وسيبحث الأحياء عن ملاجىء آمنة، أو بلدان آمنة، أو عن أي مكان يضمن لهم البقاء أحياء حتى ولو كانوا مصابين بعاهات وأمراض مستعصية، سيحل الجفاف، وستقل الأراضي الصالحة للزراعة، ويأتي الجوع والعطش، ويكثر الخوف والجزع، والهرج والمرج، عندها ستنتهي الحضارات والابتكارات والاختراعات والسباقات إلى الفضاء، وسيعود الإنسان إلى الحياة البدائية إن بقي صحيحاً معافى، وسيبحث مجدداً عن الخيل والبغال والجمال والحمير ليركبها ويستفيد منها، فلا حركة نقل ولا مواصلات، ولا كباري ولا جسور، ولا ناطحات سحاب، ستغيب كل الحضارات مجتمعة، لا تستعجلوا علي وترموني بالتهم الجزاف وأوصاف الهبل والجنون، فالسيناريوهات القادمة إن حدثت لا سمح الله ستكون مخيفة وجبارة ومغايرة، فالعاصفة النووية ستدمر الغلاف الغازي للأرض، نحن الآن نشكو من ثقب الأوزون بينما مع العاصفة الشمسية لن يكون هناك أصلاً غلاف ولا أمازون ولا يحزنون، سوف تتبدل أشكالنا وعاداتنا وطبائعنا، وسينتهي اللغو والعنتريات والشيلات والهياط، وسنهيم في الوديان في الصحاري وبين الجبال، ما عندنا آي فون ولا هواوي ولا سامسونج، ولا رصيد في البنك، ولا بطاقات فيزا ولا صراف، ولا مركبات فاخرة، ولا سياحة ولا طيران، ولا مضاربات في الأسهم وفي العقار، سيعود كل شيء إلى أصله وطبعه.
الخلاصة أسأل الله العظيم أن لا يقيم هذه الحرب، وأن يلجم جنون المجانين، ويربط شياطين الإنس بحبال متينة، ويقضي على كل إبليس رجيم، يفكر بالقضاء على هذا الكوكب الأنيق، والحياة الجميلة.