إبراهيم بن سعد الماجد
في ظل المتغيرات الدولية، والحروب المشتعلة، وتكشف الأقنعة، والقناعة التامة بأن الأمن الغذائي بات تحديا تواجهه الدول، وما نشاهده من إقفال بعض الدول أبواب تصدير منتجاتها، خوفًا من احتياج داخلي مفاجئ، بات دعم المزارع ضرورة ملحة من أجل أن نأكل من أرضنا، بدلا من النظر إلى ما في أراضي الآخرين.
الجميع يتذكر دعم الدولة لمزارعي القمح، وما حصل من وفرة كبيرة، ونهضة زراعية غير مسبوقة، وكان أن بدأ الحد من الدعم شيئاً فشيئاً، حفاظًا على المياه الجوفية، وهو مبرر لا شك له نصيب من الوجاهة، لكن الأمر اليوم مختلف كليًا فنحن أمام أزمات متتابعات، وتهديدات بإيقاف التصدير من دول عدة، مما يستوجب إعادة النظر، ويتم دعم الإنتاج المحلي، وأعتقد أن الهدر المائي لن يكون كما كان في السابق، إذا قننت الزراعة باستخدام الأساليب الحديثة في الري، وقد شاهدنا نماذج في دول مختلفة منها الصين، حيث تتم الزراعة بأساليب ذات وفرة كبيرة للمياه.
وزارة البيئة والزراعة والمياه، وكذلك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومعهما بعض الجامعات ذات التجارب البحثية الزراعية المعروفة، كجامعة الجوف وجامعة الملك فيصل، أعتقد أن تلك الجهات قادرة- بإذن الله- للوصول لأساليب ريّ تتوافق وبيئتنا ونوعية محاصيلنا، أقول ذلك وأنا وأثق تمام الثقة بأن مهندس الرؤية وقائد التميز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - يولي هذا الأمر جلّ عنايته واهتمامه، وسيكون على يديه -بإذن الله- تحقيق الآمال والتطلعات، بل فوق ما نتمنى وأكبر مما نتطلع.
الغذاء لا يمكن أن يكون مجالاً للأخذ والعطاء، فهو أمر في غاية الأهمية والخطورة، ولا يمكن أن يكون لأي دولة القدرة على الإنتاج والمنافسة وهي تعتمد على الآخرين، ولذا كانت قرارات الدولة دومًا تتجه في هذا الاتجاه، -وبفضل الله- حققنا من النجاحات ما شهدت به منظمات الغذاء العالمية.
المزارع جاهزيته للبدء على أتمها، يحتاج فقط قرار الدولة، وعندها سنشاهد وفرة في الغذاء المختلف، مما يجعلنا نعتمد على أنفسنا بعد الله، ولا ننظر إلى ما هو خارج الحدود.