الروماتيزم عبارة عن مجموعة من الأمراض المختلفة التي تؤثر على المفاصل، وتظهر نتيجة أسباب مختلفة كاضطراب جهاز المناعة وإنتاج أجسام مضادة تهاجم المفاصل، مثل مرض الروماتويد المفصلي والذئبة الحمراء ومرض الروماتويد الصدفي والتيبس المناعي بالعمود الفقري ومرض بهجت، ومنها ما يظهر بسبب عوامل ميكانيكية مثل خشونة الركبتين، كما أن ترسب الأملاح في المفاصل - مثل مرض النقرس - له دور في الإصابة بأمراض الروماتيزم.
الروماتويد المفصلي
هو أحد أشكال مرض الروماتيزم ويسبب التهاب المفاصل نتيجة اضطراب جهاز المناعة، وعادة ما يؤثر هذا المرض على النساء بنسبة أكبر من الرجال (1:2). ويعد التدخين والإصابة بعدوى فيروسات مختلفة والعوامل النفسية كالتوتر لدى المرضى الذين لديهم عامل وراثي للإصابة بالروماتويد، إلى جانب العوامل البيئية من أبرز أسباب الإصابة بالمرض.
وعادة ما يسبب مرض الروماتويد المفصلي التهاباً وتورماً بمفاصل اليدين والقدمين، كما يمكن أن يؤثر على مفاصل أخرى في الطرف العلوي والسفلي من الجسم، ويصاحب ذلك شعور بالتيبس وعدم القدرة على الحركة في الصباح، كما أنه قد يؤثر عند بعض المرضى على أعضاء أخرى مثل العينين، ويسبب جفافها، وقد يسبب التهاباً مناعياً في الرئتين.
ومن أشهر التحاليل لتحديد مرض الروماتويد هو معامل الروماتويد (آر إف)، إلا أنه يظهر سلبياً عند بعض المرضى، ولكن ظهور نتيجة إيجابية لتحليل الروماتويد لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض خاصة في حال عدم وجود التهاب وتورم بالمفاصل، حيث إن تحليل معامل الروماتويد قد يكون إيجابياً في عينة من الأفراد الطبيعية التي لا تعاني من أي أعراض للروماتويد، كما أنه قد يكون إيجابياً لدى كبار السن وعند الإصابة ببعض الأمراض المعدية.
هناك العديد من الأدوية المثبطة لجهاز المناعة للقضاء على نشاط المرض مثل الميثوتركات والليفلونوميد. وفي حال عدم الاستجابة لهذه الأدوية، سيحتاج المرضى إلى تلقي علاج بيولوجي، وهو عبارة عن أدوية متعددة يتم وصفها حسب حالة المرض ونشاطه.
** **
الدكتورة عبير محمد حسن - استشاري أمراض الروماتيزم بمستشفى دلّه النخيل
للاستفسار (الرقم الموحد 920012222).