د.عبدالرحيم محمود جاموس
أنا إن قضيتُ..
وقد مضيتُ..
إلى هناك..
حيث المشتهى..
حيث المجدُ والخلودُ..
فإلى رفاق من الصحبِ..
كانوا نماذج العطاء..
كانوا مشاعل النور..
لا زالوا يرسمون ألوان العلم..
باتوا...
في جوار مليك مفتدى..
* * *
لا تقيموا لِي جنازةً..
أو حفلَ عزاءٍ..
لا تقيموا لي عُرساً..
لا تحتفوا بدمِ المسفوحِ..
بدمِ المراقِ..
فداءً لحريتي، حرية الوطن..
دون ثمن..
دون أن تستردوا دفاتري..
وشجرة التوت، والزيتون، والخروب..
وعتبة البيت وبابه المكسر..
دون اسمِيَ القديمُ الجديد...
دون عنوانيَ المخطوفُ...
* * *
قالوا عنهُ في الأثرِ المعهود..
وفي الشرفِ المحمي المنشود..
إن الدمَ يستسقي الدمَ...
الدمُ المسفوحُ..
الدمُ المغدورُ..
غير مصفوحِ عنهُ أو مَسموح.....
حتى لو مضى عليه..
حينٌ بعدَ حين بعدَ حين..
سيبقى ثأره مترصداً، منشوداً، محموداً، مطلوباً..
الدمُ يستسقي الدم...
* * *
لا تأكلوا خبزي..
المسروق..
سيبقى غصةً..
في حلقِ الناحبينَ أو الناهبين..
لا تجهشوا عَليَّ البكاء..
أنا مضيتُ..
قد قضيتُ..
* * *
لكم الفخر والكبرياء..
أنشودةَ صباحيةً، مسائية..
تعزفُ ألحاناً شَجيةً..
على وقعِ أوتار ثورة..
تعيد بها الكرامة..
تبني للنصر أقواساً..
ليشهدَ الشهداءُ..
عرساً مُشتهى..
عنواناً للشعبِ..
يزهو بهِ..
فوق تراب ِالوطن..