د.عبدالعزيز العمر
ينعقد في بلادنا هذه الأيام مؤتمر ومعرض التعليم الدولي، ويأتي هذا المؤتمر في سياق قناعة قادة بلادنا أنه ليس هناك طريق نحو التقدم ودخول نوادي الكبار سوى طريق التعليم فقط. كل الدول التي حققت سبقًا وتقدمًا وطنيًا لم تسلك سوى منهج أو طريق واحد وهو طريق التعليم. ولكن يبقى تطوير التعليم وإخراجه من أنماطه وقوالبه التقليدية تحديًا وطنيًا كبيرًا نحاول كسبه من خلال هذا المؤتمر وغيره. العالم اليوم يعيش سباقًا محمومًا لتحقيق مستويات اقتصادية عليا، والاقتصاديون- قبل غيرهم- يؤمنون أنه لاسبيل للرقي بالاقتصاد سوى التعليم، بل ويطلقون على هذا الاقتصاد باقتصاد المعرفة، وبديهي أن المعرفة هي نتاج مراكز البحوث في الجامعات والمؤسسات العلمية البحثية، الجوال الذي في يدك- مثلاً- هو منتج تعليمي قبل أن يكون منتجًا اقتصاديًا صناعيًا، فعمل هذا الجوال قائم على نظريات علمية معرفية يعرفها طلاب الثانوية وطلاب الجامعات، وقس على الجوال بقية منتجات حضارة اليوم. التعليم في أفضل صوره يقدم نفسه كبديل للنفط، ولتقريب الصورة نقول إن كل مدرسة من مدارسنا أو جامعة تشكل منجمًا او بئر نفط لا تنضب. لكن لابد لي من تذكيركم أن تعليمنا بصورته الحالية غير مؤهل بصورته ليكون بديلاً للنفط، لكنه في دول النمور الآسيوية لعب دورًا مفصليًا في تقدم ورقي هذه الدول، على الرغم من أن أرضهم مجدبة لا نفط ولا زراعة لديهم.