خالد بن عبدالكريم الجاسر
صفقات مليارية لأول مرة، وسط تشكيك خبراء في إمكانيات التنافس السعودي على هذا الصعيد لدول إقليمية ذات ثُقل عالمي خلال مؤتمر مُستقبل الطيران، بمحاوره الثلاثة (النمو والابتكار والاستدامة)، علتها «الخصخصة» كعامل لتمكين رحلة ناجحة، تشمل الأهداف السعودية لقطاع الطيران والمُندرجة في إطار إصلاحات رؤية 2030 التي وضعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تحت مستهدفات الاستراتيجية السعودية للنقل والخدمات اللوجستية لتوفير فرص استثمارية بقيمة 100 مليار دولار، وتحويل المملكة إلى مركز للطيران العالمي، تشمل تغييراً جذرياً لكافة مكونات قطاع الطيران، وزيادة الجودة والكفاءة والقدرة التنافسية باستقطاب سنوي لأكثر من ثلاثة أضعاف إلى 330 مليون مسافر بنهاية العقد الحالي، و الاستفادة من السوق الكبير للسعودية البالغ عدد سكانها 35 مليون نسمة، وأفضليتها الكبرى على شركات الطيران الأخرى المنافسة.
ويلعب القطاع الجوي دوراً بارزاً بالتفكير في تحقيق الاستدامة، من خلال مواكبة المتغيرات وتسخير الإمكانات التكنولوجية، إلى جانب إيجاد صورة جيدة للنظام البيئي، ودوره في تذليل الوظائف المهددة في مجال الطيران واستحداث طرق جديدة للسفر، كونه من الفُرص الاستثمارية الواعدة والمساهمة في النمو الاقتصادي.. بل ووسيلة تركيز من السلطات السعودية تنصب على تعزيز الترابط الداخلي بقطره الخارجي الذي انفصم بعد جائحة كورونا، وهو وسيلة فاعلة في تنمية القطاع السياحي والشعب السعودي على الارتباط بالعالم. كل ذلك أثاره المؤتمر مُهدياً للمنطقة توقيع أكثر من 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بقيمة لا تقل عن 10.2 مليار ريال، جاورها شراكات القطاعين الحكومي والخاص، مع جهات ودول مختلفة، بالإضافة إلى الإعلان عن سياسات واستراتيجيات تهم قطاع الطيران المدني، إلى جانب إطلاق سياسة عالمية لتسريع تعافي القطاع، وهو ما خرج به المؤتمر بإنشاء شركة طيران وطنية جديدة وبناء «مطار ضخم» في الرياض وزيادة الشحن بمقدار خمسة ملايين طن كل عام.
لكن المنافسة الحادة تثير تساؤلات حول مدى قابلية هذه الخطط للتحقق لوجود «لاعبين إقليميين» تحظى علاماتهم التجارية بتقدير كبير وهُم جزءٌ أساسيٌّ من القوة الاقتصادية لدولهم كقطر والإمارات، وتلك ليست بالمهمة السهلة لأنها تعتمد على توفير خدمة تتنافس مع شركات إقليمية وعالمية وتنتزع حيزاً في صدارة مشهد الطيران والنقل الجوي الإقليمي على أقل تقدير، لكن السعوديين لهم طموحات بلغت عنان السماء بمشاريع عملاقة شهد لها العالم الذي شكك بنفس القدرات بفضل همة طويق وسواعد شبابها وقادتها الرشيدين. فقط قول فصل.. إنها السعودية العُظمى - حفظها الله ورفع اسمها-..