عند ارتفاع مستوى الكتابة في داخلنا لا نستطيع كبحها طويلاً حتى وإن كانت كل المعوقات أقوى من ذلك..
فعندما تثور كلماتي لك وتصل حد الغليان فلا مفر لي إلا أن أكتب.. أو أغرق !!
لأن فيض الكتابة عندما يخرج من عينيك يبدأ في التخبط فلا تستطيع مسك طرف المفردات بسهولة وهذا مُتعب!
لقد كانت الآيات سارية عبر رأسي بشكل متسلسل حتى أتت «الجذاذا»..
كلمة جعلتني أتلمس الداخل مني وأضع يدي على خاصرة قلبي أتفقدها هل أصابها الجذاذ أم مازالت صالحة للرقص مع الحياة..!
ثم انتابني شعور الهدم الذي خلفته الأيام قبلك
كيف كنت أستمر بذلك الشعور رغم نقص الوقوف واعوجاج الجلوس وشرم الشخصية وتهاوي التفاؤل..
لقد كان الهدم.. جذاذاً أغبر لا يلملم ولا يجمع
يضربهُ مطر الفرح فيلين ثُم يعود هدما باليا.
لقد كان الفأس صلباً صُنع من النصيب وممسكه قدر..
لقد كانت لمعته كفيلة بإطفاء الجزء المشع مني إلى الأبد.
كانت الحياة كلها منتصف لم أكتمل يوماً
وقد شعرت بأن هذا الاكتمال أيضاً ليس مهما
لأنني لا أعرف طعمه..
والأشياء التي لا نعرفها لا ندرك شيئا عنها..
حتى لمستَ النور في عيني لقد كان الظلام مضاعفاً لفترة طويلة.
لاعين تبصر ولا قلب يضيء.
حتى أمر الله بك فأبصرت العين والقلب معاً..
وقد كُنتَ لي من كل هدمٍ مشيداً..
نعم شيدتني أسست مبادئ الطريق وأمسكتني..
وجعلت من كُحل الملام توهجا..
ودللتني نوع الطريق ووقته وسررتني..
الفُتات لا يعود كما كان مطلقاً..
لكنني تأملت بأن أتجدد..
وكنتَ بطلاً لذلك..
تلمسوا مواضع آلامكم لاتعبروها كرماً .
قفوا على ناصية الحُطام وأعيدوه رغما.
كل شيء كان منك يبنيني من جديد .
التفاتتك التي لا ينتبه لها أحد سواي
وخطوط ضحكتك التي لم يعرف طريقها غيري
وشعورك الثائر وشدتك وخفض قولك وفعلك .
كلما مرت علينا الدنيا تمر بنا لا من خلالنا.
تعلمت أن العمر ميلاده في لحظة وجودك لنفسك وليس تواجدك في الحياة..
وعرفت بأن السُقيا سُقيا نظر، وشبع سمع، وتراتيل سهر..
وأن «الجُذاذ» الذي مرّ بي كان لازما ومحتوما؛ لأني أحتاج بأن أُعاد من جديد على شاكلة من يشبهني..
لهذا فإن بعض الهدم في باطنه إشادة.
وأن كل زهر أزهر بي أزهرتهُ أنت!!
** **
- شروق سعد العبدان