«الجزيرة» - الاقتصاد:
ألقى معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد بن صالح المديفر كلمة خلال مشاركته في مؤتمر التعدين الأفريقي «إندابا» الذي تعقد أعماله في كيب تاون خلال الفترة من 9 إلى 12 مايو 2022، تناول خلالها الفرص النوعية التي تنتظر المستثمرين وشركات التعدين في المملكة التي أكد على أنها تتمتع بمناخ استثماري حيوي وسريع التطور. ووجه المديفر الدعوة إلى المشاركين في المؤتمر والشركات والمهتمين بصناعة التعدين، للعمل معًا للتغلب على التحديات التي تواجه القطاع لتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات الجيولوجية الغنية لإنشاء قطاع تعدين نابض بالحياة وناجح ومستدام.
وأشار معالي النائب، إلى أنه في إطار رؤية المملكة 2030 وُضعت تصورات وبرامج لتطوير قطاع التعدين ليُصبح الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، فضلاً عن إقرار الإستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات المعدنية والتي تم بناؤها على أربع ركائز هي: إطلاق برنامج المسح الجيولوجي الإقليمي لتوفير ونشر البيانات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية للحد من مخاطر الاستثمار، وتوفير بيئة استثمار مواتية، من خلال تطوير الإطار القانوني والتنظيمي للتعدين في المملكة، والعمل على مراجعة الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، والعمل للوصول لسلاسل القيمة المتكاملة وتوفير الدعم وتقديم الحوافز التي تصل إلى 90% للمستثمرين. وأضاف أن النجاحات التي شهدها القطاع تستند إلى مجموعة متنوعة من المزايا المعدة خاصةً للمستثمرين المحتملين، مثل، ارتفاع الطلب المحلي على المنتجات المعدنية، والموقع الجغرافي للمملكة بالقرب من الأسواق الاقتصادية العالمية، فضلاً عن موقعها الذي يتوسط منطقة الشرق الأوسط، وآسيا وأفريقيا وأوروبا.
وأوضح معاليه أن قيمة المعادن غير المستغلة في منطقة الدرع العربي وحدها، تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار، مشيراً إلى أن المملكة تزخر بمختلف أنواع المعادن بما فيها تلك المستخدمة في تصنيع التقنيات الضرورية لبناء مستقبل مستدام والتي يزداد عليها الطلب بشكل كبير بما فيها النحاس والفوسفات وخام الحديد والعديد من المعادن الأرضية النادرة، لافتًا إلى أن قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية والتي أُطلقت مؤخرًا، توفر الوصول عبر الإنترنت إلى ما يعادل حصيلة 80 عامًا من البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوكيميائية؛ بما في ذلك آلاف التقارير التفصيلية عن أهداف التعدين وآفاقه. وعن الاستدامة في قطاع التعدين، أكد معالي المديفر على أن الاستدامة تكتسب أهمية قصوى لقطاع التعدين في المملكة، بل هي أحد المبادئ الأساسية لإستراتيجية التعدين وتهدف إلى حماية البيئة والحفاظ على صحة وسلامة العاملين في القطاع، مشيرًا إلى أن المملكة أطلقت في عام 2019 مجلس الاستدامة لمنظومة الصناعة والثروة المعدنية، لتحقيق التوازن بين القيمة الاقتصادية للتعدين وحماية البيئة. وسلط معاليه، الضوء على بعض الأمثلة لنجاح الخطوات التي اتخذتها المملكة لتطوير قطاع التعدين والتي حققت عائدات قياسية في عام 2021 بلغت 727 مليون ريال «194 مليون دولار»، ونجحت في جذب استثمارات بلغت أكثر من 30 مليار ريال «ثمانية مليارات دولار»، إضافة إلى العمل على تحفيز استثمارات إضافية بقيمة 120 مليار ريال «32 مليار دولار» في عدد من المشاريع يجري إكمال دراستها حاليًا، وتلقت الوزارة 930 طلبًا للحصول على تراخيص استكشاف، منها 145 طلبًا من شركات أجنبية بنسبة 100%.
وتشارك المملكة في فعاليات المؤتمر من خلال معرض يستمر على مدى 4 أيام تحت مظلة «استثمر في السعودية»، ويضم جهات وممثلين من الجهات الحكومية والقطاع الخاص منها وزارة الاستثمار، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب»، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والمركز الوطني للتنمية الصناعية وشركة معادن، ويصل عدد المشاركين إلى نحو 85 شخصًا، ويعرض الجناح السعودي جهود المملكة المستمرة للنهوض بقطاع التعدين من خلال تسهيل عملية الوصول إلى البيانات الجيولوجية، كذلك التحديثات التي أجريت على الأنظمة والتشريعات لتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات وبناء أسس للاستدامة وتطوير قطاع تعدين قائم على سلاسل القيمة المتكاملة.