مها محمد الشريف
تعد السّياحة رافداً من روافد الاقتصاد المحلّي وتأتي إلى مسألة الأفكار في علاقتها بالواقع، فيحصل اعتقاد جازم مع كل الأدوات المتوفرة التي تعزِّز الناتج والدخل القومي، فكثيرٌ من البلدان تعتمد على السّياحة وتشكل جزءاً مهماً من ميزانية تلك الدول وتعد مصدر دخل ينعش الاقتصاد وحركة الأسواق الشرائية.
يستفاد من هذا أن حياة الإنسان لا تتوقف على مجرد التفكير في استمالة الإرادات وتحديد الرغبات، بل قد يذهب إلى حد التسليم بأن القدرة على توجيه القدرة إلى أبعد الحدود وأشكال التفاعل في كثير من المجالات، من هذا المنطلق نلاحظ أن التفاعل ضمن فضاء مشترك يستدعي تعاقدية تحقق هذا التفاعل الناجح في مجال السياحة، بعدما أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي سفير للسياحة السعودية، رحب بليونيل ميسي وأصدقائه في السعودية لقضاء إجازة مميزة يستكشف بها كنوز البحر الأحمر وموسم جدة وتاريخها العريق، وأضاف الوزير: «هذه ليست زيارته الأولى للمملكة ولن تكون الأخيرة، ويسرّني أن أعلن ميسي سفيراً للسياحة السعودية».
ومن أهم العوامل التي أدت لأهمية الجغرافيا السياحية كعلم تهتم به المملكة، تعدد الأماكن السياحية فيها التي تتمتع بطابع أكثر من مميز وعدد كبير من الوجهات الساحلية التي تجعلها مُنافسًا، وتمتلك مساحات خضراء تكسو جبالها وسهولها ومُتنزهاتها الكثيرة، هذا إلى جانب عدد كبير من المواقع التراثية والأثرية والأسواق التي يمتد تاريخ بعضها للعصر الجاهلي، وخلال السنوات الأخيرة تطورت المناطق السياحية في المملكة وخدماتها ومرافقها على الوجه الأمثل، بمواكبة رؤية المملكة العربية السعودية للقطاع السياحي من بعد قيمي ومجتمعي وحضاري.
يتبعها بعد اقتصادي محلي ودور دولي فاعل ومتفاعل مع القيم والمجتمعات الأخرى، حيث اقترن العقل النظري بالعقل العملي في فضاء مشترك يقتضي أن تنسجم مع أفعال الآخرين، وفي هذا الجانب أكد رئيس هيئة الطيران المدني السعودي، عبد العزيز الدعيلج، أن الهيئة تعتزم عبر إستراتيجيتها الحالية مضاعفة أعداد المسافرين إلى 330 مليون مسافر بحلول عام 2030 وأن الهيئة تستهدف استثمار ما يزيد عن 100 مليار دولار في القطاع بحلول إنشاء مطارين رئيسيين في الرياض وجدة على أن تكون سعة كل مطار 100 مليون مسافر، وتطوير المطارات المحلية الأخرى لدعم حركة السياحة في المملكة2030 وما تتمتع به المملكة من قيم إسلامية وتراثية تستقبل كل عام أكبر عدد من السياح من مُختلف الأعراق.
لقد عملت الهيئة وشركاؤها على تطوير السياحة السعودية، وتاريخها ومستقبلها، بتطوير البرامج ّ المتنوعة التي تشكل في مجموعها تفرّد المملكة وأصالتها، وتعكس التطور الكبير الذي شمل كل المناطق، والتي استطاعت الهيئة مع شركائها تنويعها وزيادة عددها وإحداث قفزة نوعية فيما يتعلق بالبرامج السياحية في مختلف مناطق المملكة في كل الفصول المناخية.
في هذا المقام وضعت أهداف تنطلق من المحلية إلى العالمية وتم اختيار نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، اللاعب العالمي ليونيل ميسي، إذ حضر في أكثر من مناسبة سابقة، وذلك للمشاركة مع منتخب الأرجنتين في بعض المباريات الودية، إضافة إلى مشاركته في كرنفال موسم الرياض هذا العام، ومن أجل التوسع في الامتداد الثقافي والحضاري، وإجراء عمليات التبادل السياحي والتجاري لذلك تكون المعرفة الجغرافية بالمكان السياحي، أسهمت في تفسير مظاهر جغرافية متعدِّدة.
وفي مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض قال الخطيب: «نحن نتوقّع 100 مليون زائر بحلول 2030 مقابل 40 مليون زائر اليوم، السعودية اليوم هي أكبر مستثمر في القطاع، نحن سنستثمر أكثر من تريليون دولار في الأعوام العشرة المقبلة»، حيث تقوم المملكة بإنشاء مشاريع سياحية ضخمة في نيوم والبحر الأحمر والقدية وكذلك تطوير مدينة العلا التراثية.
من هنا، نمتلك قناعة مفادها أن المملكة لها باع طويل في استقبال الملايين في الحج والعمرة ولن يكون جديداً عليها استقطاب ملايين السياح من جميع أنحاء العالم وقادرة على استقطاب الملايين للسياحة، فعلم الجغرافيا السياحية، يسهم حالياً خصوصاً باعتماده على التقنية الحديثة، والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في المملكة متطورة وتواكب الدول المتقدمة، ويمهد ذلك للتوجه الذي أصبح توجهاً عالمياً تسعى الدول المتقدمة للاستفادة منه.