عبدالله العمري
أكبر مأزق ممكن أن يقع فيه الاتحاد السعودي لكرة القدم هو أن تحدث مشكلة بين ناديي الهلال والنصر، أياً كان موضوعها، ويتم اللجوء بعدها للجان اتحاد الكرة لدينا لفض هذا النزاع فيما بينهما، وذلك وفق اللوائح والانظمة الموجودة، والتي تم سن موادها وبنودها وتشريعاتها من قبل مجلس إدارة الاتحاد نفسه.
وتكمن المشكلة في ان الايادي سترتعش كثيراً وستتأخر في اصدار القرار المنطقي الذي يكفل ويحفظ حقوق الناديين، وفق اللوائح الموجودة والتي لا تحتاج الى اي اجتهاد لتفسيرها، ويأتي هذا التردد والخوف بسبب جماهيرية الناديين الطاغية ومدى تأثير القوة الاعلامية التي يمتلكها كل ناد على حدة.
ولعل ما يحدث حالياً في القضية الكبيرة بين الناديين مصداق لذلك بسبب عقد لاعب الهلال محمد كنو وتوقيعه للناديين بعد نهاية عقده الاحترافي السابق مع الهلال، وتوقيعه للنصر قبل ان يتراجع عن قراره ويوافق على تجديد عقده مع الهلال.
أكاد أجزم لو ان طرفي القضية ناديان آخران غير ناديي الهلال والنصر لما اخذت القضية كل هذا الوقت الطويل في عدم اصدار العقوبة المناسبة لكل ناد رغم وجود تجاوزات واضحة من الناديين واللاعب نفسه.
ولعل القرارات الكارثية التي اصدرتها غرفة فض المنازعات ليلة العيد وفي اجازة رسمية بخصوص هذه القضية، والتي اخذت وقتاً طويلاً يؤكد فعلاً ان الايدي ترتعش في لجان اتحاد الكرة ضد ما يخص بعض الاندية الجماهيرية وذات النفوذ الاعلامي الكبير.
وحقيقة أستغرب لماذا كل هذا الخوف والتردد في قضية من السهل حلها، فقضية كنو واضحة، ولا تستحق كل هذا التأخير والتسويف من اللجان المعنية، فهناك لائحة واضحة ومحددة وضعتها لجنة الاحتراف فيما يخص عقود اللاعبين وانتقالهم بين الاندية، والمفترض ان يتم تفسير مواد هذه اللائحة التي اقرها مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم واعتمدها وعممها على كافة الاندية، التفسير الصحيح ومعاقبة من خالفها بتوقيع اقسى العقوبات عليه بغض النظر عن اسم النادي وما يملك من جماهيرية، اذا كنا فعلاً ننشد ونتمنى ان يكون دورينا دوري محترفين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
اما التردد والخوف سيجعل هذه الاندية صاحبة النفوذ ان تقفز وتتجاوز اللوائح لمعرفتها المسبقة ان نفوذها الاعلامي والجماهيري سيجعلها في مأمن من اي عقوبة.
فمثل هذه القضية الفرصة سانحة فيها لاتحاد الكرة السعودي بأن يظهر مدى قوته وان النظام واحد وثابت وسيتم تطبيقه على الجميع وان الاندية لديه سواسية، أما ان حدث غير ذلك ففيه إضعاف كبير لهذا الاتحاد ولجانه.