المنامة - متابعات:
دشّنت صحيفة «الأيام» البحرينية كتاب «جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات.. الحسابات الخاطئة» للمفكّر الإماراتي الدكتور جمال سند السويدي، وذلك في حفلٍ أقيم بـ «»مركز الأيام الإعلامي» بالجنبية مساء الاثنين الماضي، برعاية من نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام.
وشارك في حفل التدشين عدد كبير من المسؤولين والكتّاب والمثقفين والمهتمين بالدراسات الاجتماعية ودراسات حركات الإسلام السياسي.
وتضمّن الحفل الذي حظي باهتمام كبيرٍ عرض برنامج تسجيلي تناول أبرز محاور الكتاب ومضامينه، حيث أشار إلى الجوانب التي سلّط عليها الضوء في ظلّ غياب للدراسات البحثية لجماعة الإخوان المسلمين وأفكارها المتطرفة في الإمارات العربية المتحدة.
واستعرض الكتاب كيف استطاعت هذه الجماعة التي لا تؤمن بالدولة الوطنية وتعتبر الوطن «حفنة تراب»، كما كان يردد مؤسسها حسن البنا، من اختراق المؤسسات الأكثر تأثيرًا على أجيال المستقبل وهي المؤسسات التعليمية، وما إن تمكنت من ذلك باشرت جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة آنذاك ببث سمومها وأيدولوجيتها المتطرفة التي سعت من خلالها إلى تقسيم المجتمع إلى أحزاب موالية ومعادية لفكرها المتطرف.
وتناول الفصل الثاني من الكتاب شرحاً مستفيضاً عن نشأة جماعة الإخوان المسلمين وتاريخها في دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها خلال السنوات.
كما تناول الكتاب كيف استطاعت هذه الجماعة الإرهابية التغلغل في مؤسسات الدولة الوطنية، حتى وصلت من خلال أجندتها الخفية إلى غرف اتخاذ القرار في بعض الأحيان.
مفكر عروبي
وأكّد مستشار جلالة ملك البحرين لشؤون الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر أن كتاب المفكّر الإماراتي جمال السويدي يتسم بالجرأة في الطرح لمسألة مهمة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين سواء في الإمارات أو خارجها وما آلت إليه الحركة من فكر مظلم في منطقتنا.
وأضاف: «لا شك بأن الدكتور جمال السويدي استطاع من خلال هذا الكتاب إلقاء الضوء على إحدى الحركات الإسلامية في المنطقة والتي كان فكرها طاغيًا خلال الفترة الأخيرة خاصة من خلال ما عانت منه دولنا سواء في البحرين أو الإمارات أو مصر، وشاهدتم ما عانته دولنا من تسلط أخذ منحى كبيراً وبالتالي كشف نوايا هذه الفئة الظلامية».
واستعرض الحمر علاقته الشخصية مع السويدي في علاقة استمرت على مدى 30 عامًا كان يتابعه من خلال نشاطه المنقطع النظير، مشيرًا إلى أنه كان يتوق إلى طريقة قيادته كمفكر عروبي تنويري من خلال ما وجدناه في مركز الإمارات للدراسات.
مرجع تاريخي
وأثنت نخب سياسية وثقافية ودينية شاركت في حفل تدشين كتاب «جماعة الإخوان المسلمين في الإمارات.. الحسابات الخاطئة» على أهمية الكتاب في توثيق لحظة تاريخية مهمة في الخليج العربي والمخططات الخفية التي قادتها جماعة الإخوان المسلمين وأساليبها الخبيثة لزعزعة الاستقرار، مشيرين إلى أن الكتاب ولكونه صادراً عن قامة فكرية كبيرة يُعتبر مرجعًا تاريخيًا مهمًا في هذا الإطار.
وأكدت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى البحريني جميلة سلمان على ما يتمتع به المفكّر السويدي من ثراء فكري من خلال مؤلفاته التي أثرت المكتبة الخليجية والعربية، موضحة أن الكتاب تطرق لمواضيع مهمة تواكب التحديات التي يمر بها العالم والمنطقة.
وأشارت إلى تطرق السويدي إلى تفاصيل كثيرة تتعلق بالجوانب الخفية عن تاريخ الإخوان المسلمين في المنطقة العربية والخليجية ومخططاتهم الخبيثة، وهو أمر مهم من أجل تبصرة الشباب الخليجي بخطورة تلك الجماعات التي تسعى إلى تجميل صورتها من واستقطاب الشباب من خلال العمل التطوعي والإنساني وبعض الأفكار البرّاقة ظاهرًا الخبيثة باطنًا.
ورأى الكاتب البحريني تقي البحارنة أن عبارة «الحسابات الخاطئة» الواردة في عنوان الكتاب جاءت دبلوماسية ومخفّفة، لأن الحقيقة أن تلك الحسابات ليست خاطئة فحسب، وإنما ضالّة وخبيثة وتتستّر تحت مظلّة أعمال الخير والمساعدات الإنسانية بهدف جذب الجماهير والبسطاء واستغلالهم وخداعهم بعمليات غسل الدماغ لجعلها متقبّلة للعنف.
من جهته أثنى عضو مجلس الشورى عبدالرحمن جمشير على قدرة السويدي وبراعته في تفكيك فكر الجماعات المتطرفة ودراستها دراسة شاملة، حيث تشهد له مؤلفاته الغزيرة وذات الطرح التحليلي العميق في مجالات مختلفة.
واعتبر الكتاب بمثابة مرجع مهم يؤرِّخ حركة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات ودورهم في منطقة الخليج وارتباطهم بما يُسمى الربيع العربي وتقسييم الشرق الأوسط وإلحاق الضرر بالعالم العربي عبر إدخال المنظمات الإرهابية وتنشيطها في الدول العربية بقصد الإضرار وعرقلة مسيرة التنمية واستغلال الشباب عبر الجانب الديني والخيري.
تنوير الشباب
وأوضح الكاتب علي الشامسي أن الكتاب يوثِّق لحقبة تاريخية مفقودة بشكل دقيق وأصبح مرجعًا تاريخيًا حول تأسيس وتشعب تلك الجماعة، حيث تناول في طرحه المبسط جوانب تخاطب النخبة والعامة من الناس في سبيل تسليط الضوء على العقيدة الإرهابية بشكل مختلف عن الإصدارات الأخرى، حيث كان الكتاب أقرب إلى البحث العلمي الموضوعي جداً مبتعداً عن التصور العاطفي بأسلوب وقلم مميز يشاد به.
من جانبه أثنى الدكتور سلمان الزياني على مساهمات السويدي المتقدمة والرائعة جداً ومحاولاته في رصد تشكل جماعة الإخوان المسلمين ونواياها وحقيقة توجهاتها التي كانت تخفيها.
واعتبرت أماني النفيعي التربوية وأخصائية الاتصال الإستراتيجي أن هذا الكتاب له دوره الفاعل في تنوير الشباب الخليجي خاصة من أجل مكافحة وحماية هذا الجيل وحفظ الأوطان وخصوصاً أن ما يتضمنه الكتاب من أطروحات وأفكار هي قضايا تهم العالم بأسره وليس المجتمع الخليجي فقط.
بينما أكد عبدالرحمن بوجيري على أهمية الكتاب في الوقت الراهن خاصة في تنوير الفكر الشبابي وتوضيح الكثير من الجوانب الخفية واللبس الذي خلقته جماعه الإخوان بسبب توجهاتها الدينية وتسترها تحت الغطاء الخيري والإسلامي. وأشار إلى مدى خطورة هذه الجماعة التي لم تكتف بوجودها في منطقة معينة، بل تمتد إلى دول أخرى خليجية بحكم كونها جماعة عالمية هدفها النيل من المجتمعات لذلك وجب توضيح مخططات تلك الجماعات وكيفية تسللها للمجتمعات الآمنه عبر هذا الكتاب القيم.
وأكد الكاتب صلاح الجودر أن الكتاب يتناول بشمولٍ تاريخ نشوء هذه الجماعة في دولة الإمارات الشقيقة بشكل يكشف المخططات الخبيثة التي تستهدف المنطقة، منوهاً إلى أهمية الكتاب كمرجع أساسي للدراسات وتنوير الجيل القادم وتوعيته وتعزيز الجوانب الفكرية واللحمة الوطنية.