إبراهيم بن سعد الماجد
صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة تطوير للأحساء وأخرى للطائف، يُعد من الأهمية بمكان، فالأحساء المحافظة التي تُعد من أكبر محافظات المملكة، سواء من حيث المساحة أو عدد السكان، وكذلك عمقها التاريخي، وما تحمله من ثروات متنوعة، يأتي على رأسها تاريخها العريق الممتد لأكثر من 1400 عامٍ.
وتمتلك محافظة الأحساء مجموعة من المقومات المهمة، فموقعها الإستراتيجي (جنوب شرق المملكة)، وهي البوابة الشرقية للمملكة لثلاث دول خليجية هي: الإمارات، وقطر، وسلطنة عمان، وتمتلك شواطئ على ساحل الخليج العربي بطول 150 كيلو مترًا، حيث ميناء العقير التاريخي، أقدم ميناء بحري للمملكة، الذي كان له دورٌ اقتصاديٌّ مهمٌّ في بدايات تأسيس المملكة.
والأحساء كما هو معروف لها مقومات اقتصادية كبيرة، فأكبر آبار النفط والغاز على مستوى المملكة، في منطقة الأحساء، كما أنها تعتبر من أكبر الواحات الزراعية، للتمور، وتشتهر الأحساء بزراعة الفواكه والخضروات كذلك.
ومن الناحية الإدارية، تشكل محافظة الأحساء نسبة 75 في المئة من مساحة المنطقة الشرقية وتضم 12 مدينة و29 بلدة و65 هجرة، وعلى الصعيد الثقافي، صنفت منظمة اليونسكو الأحساء عام 2018م أكبر واحة في العالم ضمن لائحتها لمواقع التراث العالمي في فرع التراث الثقافي، ودخلت الأحساء موسوعة جنيس للأرقام القياسية في 8 أكتوبر 2020 كأكبر واحة نخيل في العالم.
ولذا فإن صدور الأمر الملكي بإنشاء هيئة عليا لتطوير الأحساء من الأهمية بمكان، وسوف تحقق هذه الهيئة بإذن الله نقلة نوعية للمنطقة.
ويأتي كذلك الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة عليا لتطوير الطائف ليؤكد على أهمية هذه المحافظة ليس كونها مصيفًا للمملكة ودول الخليج، ولكن كونها ذات أهمية بالغة للحجاج والمعتمرين، وإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو جعل الطائف بوابة وصول للحجاج والمعتمرين من كافة أنحاء العالم، ليخفف الضغط على مطار الملك عبدالعزيز بجدة.
هيئة تطوير الطائف لا شك أمامها مهمات كثيرة ومتنوعة، والأنظار تتجه لها وتتطلع إلى إنجازات تنعكس على السياحة الصيفية، وعلى المشاعر المقدسة.
للطائف حضور في ذاكرة المواطن السعودي والخليجي، فهي المصيف المحبب عندهم، كونها جمعت بين الحسنيين، الجو العليل، والقرب من بيت الله الحرام، ولذا جاء الأمر الملكي بإنشاء الهيئة ولاقى ترحيبًا خاصًا من الجميع، والكل يتطلع لسماع الخطة الإستراتيجية للتطوير.
حفظ الله قيادتنا الراعية لكل ما من شأنه نهضة بلادنا، ورخاء شعبها.