أثبتت الأبحاث، على مدى عقود، أن أهم الصفات القيادية تتمحور حول المهارات الناعمة والذكاء العاطفي.
وتؤكد دراسة لجامعة Harvard لأكثر من 195 قائداً في أكثر من 30 منظّمة وشركة عالمية أن هناك خمس جدارات يجب أن يظهرها القادة الأكفاء تشمل: معايير أخلاق عالية وخلق بيئة آمنة، تنظيم الأفراد من التنظيم الذاتي، تعزيز التواصل والانتماء بين الموظفين، الانفتاح على الأفكار الجديدة والتجارب، والالتزام بالنمو المهني والفكري للموظفين.
فالقائد الذي يتمتع بمعايير أخلاقية عالية الالتزام بالعدالة ينقل ويغرس الثقة في أنه وموظفيه سيحترمون القواعد الأخلاقية والتنظيمية كما أنه عندما يعبّر القادة بوضوح عن توقعاتهم فإنهم يتجنبون تضليل الناس ويضمنون أن الجميع في المنظمة متساوون ويوفرون لهم بيئة آمنة تمكنهم من المشاركة الاجتماعية والإبداع والابتكار والطموح. فمن منظور علم الأعصاب يجب أن يكون التأكد من شعور الناس بالأمان على مستوى عميق هو الوظيفة رقم واحد للقادة.
وتعتبر سمة تقديم توجيه واضح وتمكين كاف للموظفين بتنظيم وقتهم وعملهم على أنه الجدارة القيادية التالية الأكثر أهمية للقائد، إذ لا يمكن لأي قائد أن يفعل كل شيء بنفسه، لذلك من الأهمية بمكان توزيع السلطة والصلاحيات في جميع أنحاء المنظمة، فالتخلي عن السلطة هو وسيلة رائعة لزيادة التأثير الذي يبني القوة بمرور الوقت.
القادة الذين يتواصلون بشكل متكرر ومنفتح ويخلقون شعوراً بمشاركة نتائج النجاح والفشل معاً كحزمة واحدة يبنون أساساً قوياً للتواصل، إذ إن التواصل والشعور بالانتماء يؤثر في الإنتاجية ويحسّن فرص المنظمة على البقاء والمنافسة، حيث يعتبر علم الأعصاب أن إنشاء الاتصال هو ثاني أهم وظيفة للقائد.
ولتشجيع التعلم التنظيمي والابتكار بين الموظفين على القادة التأكد من أنهم يتميزون بالمرونة والانفتاح على الأفكار والأساليب الجديدة، حيث إن ذلك يوفر نظاماً أساسياً لبناء ذكاء اجتماعي يمكن الموظفين من التعلم من أخطاء بعضهم البعض.
كما يشكل الالتزام بالتدريب المستمر ومساعدة العاملين على التطور الوظيفي والمهني حافزاً مهماً لهم لبذل المزيد من الجهد للتعبير عن امتنانهم وولائهم للمنظمة، فإذا كان القائد يرغب في الحصول على الأفضل من فريق عمله فليدافع عنهم ويدعم تدريبهم وترقيتهم وتوفير البيئة المناسبة لهم ليبدعوا ويمكنهم لتحقيق مشاريعهم المهمة.
ووفقاً للدراسة التي أجرتها الدكتورة سني جايلز وهي مدربة تنفيذية معتمدة ومستشارة لتطوير القيادة وعالمة تنظيمية فإن هذه السمات الخمس تمثل تحديات كبيرة للقادة بسبب الاستجابات الطبيعية الكامنة بنا نحن البشر، ولكن مع التفكير الذاتي العميق والتحول في المنظور، هناك فرص هائلة لتحسين أداء الجميع من خلال التركيز على تعزيز جدارات القائد.