مما نقل عن الرئيس الأسبق للاتحاد السوفيتي نيكيتا خرتشوف قوله «إذا أطعمت الجماهير بالشعارات الثورية فسوف تصغي إليك اليوم وغدًا وبعد الغد أما في اليوم الرابع فسوف تقول لك فلتذهب إلى الجحيم».. مقولة تنطبق على ما كان من تلك الأنظمة العربية التي أفلَتْ بعد أن مارست شتى أساليب المتاجرة بالشعارات مثل شعارات القومية العربية والحرية. الديمقراطية والأمة العربية الواحدة فيما لا تتعدى غاياتهم التسابق المحموم على السلطة والتسلط على شعوبهم المغلوب على أمرها، مما مكن المندسين والمدسوسين بتلك الأحزاب والتنظيمات المشبوهة من اختطاف السلطة مثلما حدث في العراق وسوريا حين استطاع عملاء الفرس في العراق أخذ العراق، ومثلهم العلويون في سوريا، وجعل كلاً من العراق وسوريا يدورون في فلك دولة الفرس وبمباركة أمريكية، كل ذلك ليس إلا ناتج ما كان من حراك لتجار الشعارات العبثية حين كانوا بمثابة جسور لعبور من هم أشد خطرًا على الأمة، لكن ذلك وبرغم فداحته لن يطول به الزمن لاسيما وقد وعت تلك الشعوب وتهيأت للخلاص من عبث هؤلاء الأعداء لدينها وعروبتها ممن يترسمون خطى دولة الملالي ويدينون بمعتقداتهم وتخاريفهم المذمومة.