عبدالمجيد بن محمد العُمري
يطلق مسمى العقيلات، أو عقيل، على فئة من التجار الرحالة من نجد؛ وبخاصة الحاضرة كانوا يسافرون إلى العراق والشام وفلسطين ومصر، لا يجمعهم نسب واحد، ولا إقليم واحد من الأقاليم النجدية، وإنما يجمعهم الاشتراك في مزاولة عمل معين؛ وهو - في الأساس - التجارة مع أهل تلك الأقطار بالإبل في الدرجة الأولى، وبالخيل والغنم وغيرهما في الدرجة الثانية. ومع أنه وجد عقيلات من جميع أقاليم نجد إلا أن أهل القصيم كانوا يحتلون المكانة الأولى، عدداً ونشاطاً تجارياً.
واشتهر عنهم التقوى والأمانة والصدق والخلق القويم، والبعد عن كل ما يعيب ونالوا احترام الجميع على مدى قرون من الزمن.
رجالُ عقيلِ أفذاذٌ كرامٌ
لهم في عالمِ الترحالِ سَبْقُ
رجالٌ يذكرُ التاريخُ عنهم
من التقديرِ ما هو مُستحقُ
مسيرتهم روائع حين تروى
وأخبارٌ لهم كم تُسترق
فمن أرض القصيمِ سروا جموعاً
ويجمع بينهم لينٌ ورفقُ
فساروا للمدائن في رحالٍ
وحاديهم على التغريبِ رزقُ
وجازوا بالقوافلِ كل صقع
وكل بيوعهم نصحٌ وصدقُ
فلم نسمع سوى ذكر حميد
أشاد بذكرهم غربٌ وشرقُ
بهم دين وإيمان وتقوى
ولم يعرف لهم سفهٌ وحمقُ
بمصر أسسوا سوقاً كبيراً
كذا بغداد تشهد أو دمشقُ
عليهم رحمةُ المولى تعالى
بجناتٍ لها في النفس شوقُ