إيمان حمود الشمري
هو اسم لمسلسل عرض في رمضان 2022 تدور أحداثه حول قضية حضانة الأطفال بعد الطلاق، تلعب فيه الدور الأساسي امرأة بسيطة ولكنها تبحث عن الحق والعدل والإنصاف في أروقة المحاكم بطريقة عفوية تجسد المرأة بفطرتها وغريزة الأمومة لديها لا باستعراض قوتها، وتحارب القوانين غير المنصفة التي عبثت بحياة المرأة محتجة بذلك أنه الدين وشرع الله، حتى اضطرت بطلة القصة إلى رفع قضية ضد قانون الأحوال الشخصية لإحساسها بالظلم.
استوقفني مشهد كانت تسأل فيه شيخاً شاباً صغيراً في دار الإفتاء بالأزهر: هل ربنا قال كده في القرآن الكريم؟ فكانت الإجابة أيضاً عفوية وصادمة في الوقت ذاته، بأنه لا يوجد نص صريح وإنما اجتهادات بأولوية الحضانة للأب، وكان رده بناءً على ما تعلمه بالتواتر من علماء الإفتاء.
وافترقا على أمل اللقاء بإجابة شافية، وبدأ الشيخ الشاب بالبحث ليعود لها بإجابة لاتقل صدمة عن إجابته الأولى، اختصر الفتوى بكلمات قليلة: ربنا ما قالش كده!!
كان رداً صادماً ليس لبطلة المسلسل فحسب وإنما لي أنا شخصياً.
اجتهادات ..!! هذه الكلمة التي أضاعتنا لسنوات، وأضاعت حقوق الكثيرات ودمرت أشياء جميلة بداخلهن، وأودعت أخريات في مستشفيات الصحة النفسية من أثر الحرمان من الأمومة الذي كان يمارس عليهن بحجة الدين والشرع!!
مسلسل نبش جروحاً قديمة عاصرتها لمقربات مني ، ولكن مايثلج الصدر هو تعديل قانون الحضانة السعودي الجديد في عهد الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان حفظهما الله جميعاً، إذ بمجرد انفصال الأب عن الأم تكون الأولوية بتسليم الطفل للأم، وبالطبع تحت ضوابط وشروط معينة.
الاجتهادات التي عبثت بحياتنا هي ليس فقط فيما يخص حضانة الأطفال، ولكنها أيضاً طالت جوانب كثيرة من حياتنا اليومية حتى أصبحت أكثر تعقيداً، نحن الآن في ظل الملك سلمان وولي عهده نعيش التوازن الذي حرمنا منه سواء كرجل أو امرأة ، نعيش في عصر حرية الاختيار المسلوبة لسنوات، نعيش حياة طبيعية تتناسب مع فطرتنا وإنسانيتنا وفق ضوابط شرعية تحفظ لنا حقوقنا وكرامتنا.
هذا العصر الذي لا يمكن أن نستبدله لأن الحرية لا تستبدل بثمن ولأننا لانقبل أن نعود إلى الوراء.