أقلب نظري أكم مرة في التاريخ وأحداثه وأتساءل لمَ التاريخ يعيد نفسه بما فيه الصراعات فيه إلى الآن. تختلف تسمية المسببات من منظر لآخر بين ديانات وحضارات وعرق والتركيز عليها دون غيرها بين مدعي للمظلومية ومدعي لعدم الظلم.
لكني لمحت لمحة وقبضت قبضة فيما اسميه نزاع الغرائز خلف ذلك فطرة كامنة تحركنا نحو الأقدار ندفع بعضنا بعضاً لإعمار الأرض بين نشوة محارب واستراحته. والحقيقة أن الإنسان مخيف في عمقه وهناك عقل باطن له لا ندركه ومن ذاك أنه منذ بدئ الخليقة كان هم الإنسان واهتمامه مرتبط بشيء واحد فقط يخسر دونه الأنفس والأموال وكل ما هو ثمين ليتحصله وبه الاستمرارية وما أخرج أبانا آدم من الجنة إلا طلبه لها.
ومن تأمل حال نفسه وجد ذلك جلياً في ذاته حتى فكل الخليقة بجبلتهم بشرائحهم بأطيافهم يطلبونه ومنهم من يطلبه بجنون له أكرم الكريم بماله وضحى الشجاع بحياته وتعبد المتعبدون وساس الساسة وعلم وتعلم العلماء واخترع المخترعون واكتشف المكتشفون وكتب الكاتب وأنشد الشاعر وهو أمر لا ريب يغذي الافتخار ويغذيه الافتخار ستجده في التاريخ حاضراً والمورث الشعبي بالمدح أو الذم ومضرب الأمثال يتنازعون عليه نزاعاً شديداً ودونه المهالك ومنهم ينجح فيه ومن يدعي النجاح، لكنه لا يحتاج إلى الادعاء فهو يحضر دون تكلف. لذا سيظل طلب الخلود بكافة تفرعاته جبلة بشرية حتى آخر البشرية وما بعدها، سواء كان طلب الخلود بلا موت أو خلود الجسد أو خلود الاسم أو الخلود بعد الموت وهذه حقيقة لا تنفك وكل له نيته والأعمال بالنيّات وهو حق وحقيقة من مسببات الصراعات دون إقرار وغيرها كثير ويتكاثر. فلنا الله وإنا لله.......
** **
- نواف بن عبدالله الغويري
Nawaf878a@gmail.com
تويتر: @nawaf_7575