صيغة الشمري
مثلما أصبحت الشهادة الدراسية ليست ذات أهمية قصوى لدى بعض الشركات العالمية التي تمثل ثقلا في عالم الاقتصاد لا يستهان به، أصبح كذلك «التقاعد» لا تنظر له بعض الجهات بذات أهمية كونها تعتقد بأنه لا توجد سن معينة يجب أن يتوقف عندها الموظف ويذهب لبيته دون رجعة للعمل مرة أخرى، بدأ كسر هذه النظرية أو هذا الاعتقاد في مواقف كثيرة قدمتها العديد من الشركات لتؤكد بأن الفكر الوظيفي لا يتقاعد وبأن الموظف كلما ازدادت سنوات عمره في العمل ازدادت مستويات الخبرة في العمل وازداد معها النجاح، لست مع فكرة الاعتماد الكلي على الشباب في كل أروقة العمل في شركات القطاع الخاص فنحن في رهان فكري وتراكم خبرات ولسنا في رهان بدني يحتاج إلى العضلات، بل حتى ما يحتاج إلى نشاط بدني وعضلات في الرياضة بدأ كبار السن يكتبون أسماءهم بماء الذهب وهم الأكبر سنا بين أقرانهم، إذ يتسيد رياضة كرة القدم النجوم كبار السن مثل كريم بنزيما وكريستانيو وإبراهيموفيتش وغيرهم، في ظاهرة تحدث - حسب علمي- لأول مرة يسيطر كبار السن على نجومية كرة القدم ويتنافسون على الفوز بالكرة الذهبية، فما بالك بالوظيفة التي تحتاج إلى فكر يملك الخبرة والحكمة، كرمت موسوعة «جينيس» قبل أيام موظفا أمضى في العمل 83 عاما في عمر تجاوز المائة عام، أما القصة الأشهر والأكثر دهشة وجمالا هي قصة تعيين سيدة يبلغ عمرها أكثر من مائة عام بعام واحد، كمديرة لمطار تورينتو الكندي الذي يعد من أكبر المطارات في العالم، في عقد مدته الثلاث سنوات، وتسمى السيدة «أيقونة كندا» نظرا لما تقدمه من إلهام وتحفيز للمجتمع الكندي كما أنها كانت عمدة لإحدى المدن الكندية لأكثر من 35 عامًا وشغلت هذا المنصب عندما كان عمرها 60 عامًا، وتركته في عمر 93 عاماً.
لست ضد فكرة الاستعانة بالشباب ولكني ضد فكرة تهميش الموظف كبير السن مهما كانت خبراته ونجاحاته لمجرد أنه كبير سن، نحن بحاجة لأصحاب الخبرات في جميع المجالات، أتمنى ألا نهتم بالسن عندما يكون الموظف منتجًا وخلاقًا وتقاعده سيترك فراغًا كبيرًا.