إيمان الدبيّان
في أول شهر يناير من هذا العام كتبت مقالاً عن الطائف والشعر العربي، واليوم وبعد أربعة أشهر أكتب مقالاً عن الهيئة الجديدة التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- بإنشائها وهي: هيئة تطوير مدينة الطائف فهنيئا لأهل الطائف بها وشكراً على إنشائها.
الطائف مصيف الدوائر الحكومية سابقاً واهتمام الدولة ماضياً وحاضراً، مدينة تاريخية ارتبط تسميتها وتاريخها بالكثير من الأحداث والمواقف مع الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- والكثير من الصحابة، فخلدت السيرة اسم هذه البلدة الغنية بموروثها الثقافي، وإرثها الحضاري؛ لتعدد محافظاتها وقراها التابعة لها، وتنوع قبائلها الساكنة بها، متميزة عن غيرها بموقعها، ومواقيتها الدينية، وطبيعتها المناخية، والتضاريسية بأوديتها الساحرة وجبالها الشامخة، كل هذا وأكثر جعل الشعراء نبطاً وفصيحاً يذكرون في قصائدهم بعضا من معالمها وأحيائها وغديرها وسدودها وأمطارها وسحبها وسيولها ووردها الذي اختلف عن الزهور وعبيرها ومنها هذا البيت الذي يذكر اسم حي شهار للأمير (خالد فيصل):
انا شاقني بالحيل منظر حمام شهار...
صلاة العصر يوم انحدر بأسفل الوادي
الطائف بيئة خصبة لتطويرها وأنسنَتِها واستثمارها بكل الإمكانات، وتلبية الاحتياجات التي من أهمها:
النقل بكافة أنواعه، والخدمات السياحية، والرياضية، والثقافية والفنية بمواسمها العكاظية والصيفية والشعرية والسنوية، فكلها يكمِّل بعضه بعضا ولا يمكن تطوير جانب دون الآخر؛ لنرى عروس المصائف جاذبة سياحياً مواكبة استثمارياً فاعلة اقتصادياً بخطط ورؤى ومخرجات على طول المدى.
هيئة تطوير مدينة الطائف ستواجه من الجهد والعمل الكثير، ونثق أننا سنلحظ ونعيش من التطور الشيء الوفير بأفكار وجهود المخلصين والعاملين من أبناء الوطن المتميزين ونحن معهم ولهم داعمين قلماً، وتخصصاً، وعملاً وبهم مفتخرون.