تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة عبدالمحسن الفريان صاحب القلب النقي، والشخصية العفوية، والروح الطيّبة، والابتسامة الصافية، الذي اجتمعت القلوب على حبه، فقد تشرَّفت بمعرفته من خلال صديقي الكريم الأستاذ عبدالرحمن المنقاش الذي حظي مجلسه طوال الأربعين عاماً بنخب من النجوم والمثقفين ومن بينهم، بل وفي مقدمتهم عبدالمحسن الفريان القارئ النهم الذي يعشق رائحة الكتب وحطم أرقاماً قياسية في قراءة أكثر من 100 ألف كتاب، جعلته متعة فكرية وموسوعة ثقافية متعددة المجالات، وإذا كانت جلسته لا تمل، فرحيله لن يكن رحيلاً عابراً، ولا فقداً هيناً، رحل الفريان مبطوناً بعد معاناة مع مرض لم يمهله طويلاً، تاركاً سيرةً عطرة وأثراً طيباً.
وعلى الرغم من أن عبدالمحسن عاش حياته عازباً إلا أن الله سخَّره لكفالة الأيتام، ومنذ ولادته وحتى رحيله كانت حياة أقرب ما توصف «بزمن الطيبين الطاهرين» فلم تغره المظاهر ولم تغيره الحضارة والتطور، بل ظل متمسكاً بقيمه وعاداته وتقاليده بكل عفوية وهدوء وبساطة، ورحل بهدوء لكنه سيبقى في قلوب محبيه، ورفاقه، بما تركه لهم من أثر، وما أورثه لمحبيه من سيرة حسنة، وذكريات نبيلة وطيبة.
نشاطر أسرته الكريمة وأحبابه الأحزان والمواساة، ونخص بالذكر شقيقه الإعلامي المعروف الزميل إبراهيم الفريان و أسرة آل فريان، كما نشاطر صديقه الوفي ورفيق عمره عبدالرحمن المنقاش الأحزان والمواساة.
وأسأل الله أن يربط على قلوب الجميع ويجبر كسرهم ويلهمهم الصبر والسلوان، ويجزل لهم بالصبر أجراً، وأن يتغمّد الفقيد الغالي بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن ينعم عليه بعفوه ورضوانه، ويرفع درجاته في عليين.
** **
- أحمد الشريدي