إن الكتابة عن من نحب أمر صعب خاصة إذا كان يجمع بين عدة أشياء، فهو ذو قرابة وصاحب معروف، إنه العم عبدالعزيز الإبراهيم أبا الخيل أبو توفيق، الذي انتقل إلى -رحمة الله- يوم السبت 22-9
اسمه: عبدالعزيز بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن عبدالله بن علي بن صالح بن محمد بن محمد بن حمد بن نجيد.
ولد في عام 1348هـ حسب كلام جدي صالح العلي أبا الخيل أصبغ الله عليه الصحة والعافية من أسرة عرفت بالطيبة والبعد عن المشكلات وكان القضاة في البكيرية يأتون إليهم لعلمهم أنهم لا يوجد لديهم قضايا والده العم إبراهيم (1312هـ - 1390هـ).
والدته/ حصة بنت عبدالعزيز المحسن.
التحق بالمدرسة الابتدائية بالبكيرية عام (1367هـ) وتخرج منها عام (1371هـ. وفي عام (1372هـ التحق بدار التوحيد بالطائف وتخرج منها عام (1376هـ)، ملتحقًا بعد ذلك بكلية الشريعة بمكة المكرمة إلى أن تخرج منها عام (1380هـ).
عين بعد ذلك في وزارة المعارف كمدرس وكلف بالعمل في مدارس الثغر النموذجية في جدة إلى أن تم تعيينه في التفتيش في وزارة المعارف حتى تاريخ 1-6-1386هـ، نقل بعدها إلى وزارة الشئون البلدية والقروية التي كانت مرتبطة بوزارة الداخلية حينها، إلى أن نقلت خدماته إلى وكالة وزارة الأشغال العامة والإسكان حيث أحيل على التقاعد منها بتاريخ 1-7-1415هـ.
وقفات في حياة أبو توفيق
* زواجه: من الأشياء المهمة في حياة العم أبو توفيق، هي زوجته نورة بنت سليمان السويلم، والدها كان عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة وعمها أمير البكيرية وأخوها الأستاذ علي السويلم وكيل إمارة القصيم وكانت نعم الزوجة، فهي من الزوجات المخلصات التي كانت نعم العون لزوجها في مكارم الأخلاق ومحبة لأهل زوجها وهو محب لأهل زوجته، فكانت تفرح بالضيوف الذين يأتون بكثرة لمنزل زوجها، أسأل الله أن يجمعهم في جنات النعيم.
* الكرم
الكرم لغة: ضد اللؤم
الكرم اصطلاحا:
قال الجرجاني: الكرم: (هو الإعطاء بسهولة).
ولقد عرف بهذا الشيء عدد من الناس في الجاهلية والإسلام وممن عرف في الجاهلية حاتم الطائي، يضرب به المثل في الكرم، ثم أتي الإسلام وحث على هذه الخصلة وهي من صفات الأنبياء عليهم السلام قال تعالى {وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (69) سورة هود. أي: ذهب سريعا، فأتاهم بالضيافة، وهو عجل: فتى البقر، حنيذ: (وهو) مشوي (شيا ناضجا) على الرضف، وهي الحجارة المحماة . قال صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم اعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم اعط ممسكاً تلفا). رواه البخاري (1374) ومسلم (1010)
وكان صلى الله عليه وسلم من أکرم الناس عن ابن عباس رضي الله عنه قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة) رواه البخاري.
وقد اشتهر هذا الشيء في الصحابة ومن بعدهم الكثير ومنهم:
أ- سعد بن عبادة بن دليم رضي الله عنه سيد الخزرج كان مشهورا بالجود هو وأبوه وجده وكان لهم اطم ينادي عليه كل يوم من أحب الشحم واللحم فليأت اطم دليم بن حارثة وكان ينطلق بثمانين من أهل الصفة، توفي في الشام سنة خمس عشرة وقبل ستة عشرة رضي الله عنه.
ب- عبدالله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وكان يقال له قطب السخاء ومن قصصه جلب أحد التجار سكرا إلى المدينة فكسد عليه فبلغ عبدالله فأمر قهرمانه أن يشتريه وينهبه (يعطيه) الناس.
ج- عرابة ابن أوس رضي الله عنه يقول الشماخ:
إذا ماراية رفعت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
ح- قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه يقول ابن سيرين كان قيس ينادي على أطمه: من أحب شحما ولحمة فليأت ثم أدركت ابنه مثل ذلك. وليعلم القارئ الكريم أن الكرم ليس مرتبطا بكثرة المال فجدي علي بن صالح أبا الخيل (العثيم) -رحمه الله- كان كريما على قلة ذات وكذلك عمي حمود بن سليمان أبا الخيل (جد معالي الشيخ سليمان) وكذلك عمي عبدالله بن صالح أبا الخيل (الحداد) رئيس هيئة الروضة -رحمه الله- يقول الشاعر:
الناس للناس ما دام الوفاء بهم
والعسر واليسر أوقات وساعاتُ
وأكرم الناس ما بين الورى رجلٌ
تقضى على يده للناس حاجاتُ
لا تقطعن يد المعروف عن أحدٍ
ما دمت تقدر والأيام تاراتُ
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات.
والكرم يجمع أكثر خصال الخير والكريم لا يأتي منه إلا خير وقد اشتهر رحمه الله بالكرم، كان -رحمه الله- يتميز بالكرم ويستغل أي مناسبة إذا أتت والدته من القصيم فهذه مناسبة
وإذا جاء أخيه من الأم عبدالله العريني من مكة فهذه مناسبة، فالكرم فيه غير متكلف فهو طبيعة في شخصيته كان يستضيف في منزله أحد نساء الأسرة كان لا يوجد لها عائل وغيرها كثير.
* العلاقات التي تجمعنا: هو صديق جدي صالح وابن عمه خصوصا قبل انتقال جدي للقصيم وكذلك هو صديق لجدي من جهة الأم منصور بن محمد التركي وزوجته صديقة جدتي وهو -رحمه الله- صاحب معروف على والدي وابنه منصور صديق عمي عبد الله ولم يدخر جهدا مع ابناء عمي عبدالله -رحمه الله- حيث كان هو وأم توفيق معهم في كل ما يخصهم وابنته مي صديقة عمتي مزنة.
* تعرضت لحادث مروري وأنا في المرحلة الثانوية ومن حين سمع الخبر كان يأتي إلي في المستشفى، ثم زارني ابنه منصور حفظه الله ورعاه.
* صلة الرحم: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه» رواه البخاري ومسلم.
كان -رحمه الله- من الذين يشهد لهم بصلة الرحم وأذكر أنه كان يزور جدي علي بن صالح أبا الخيل (العثيم) ويزور عمي محمد العلي أبا الخيل (الحداد) ويزور ناصر الحمود أبا الخيل (الحداد) ثم صار بعد أن مرض يزوره ناصر -رحمهم الله- وله مواقف كريمة معهم.
* كان -رحمه الله- من القلة الذين يثق فيهم صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز آل سعود.
* الأمانة: كان -رحمه الله- أمينا ومن ذلك أنه تولي مناصب في أماکن عليا في وزارات مهمة فلم تتغير حياته ولو استغل منصبه لأصبح من أصحاب المال.
* ومن الناس الذين يرتبط بهم بعلاقة معالي الدكتور صالح عبدالله المالك وأبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري.
* عاش رحمه الله في أماكن مختلفة فعاش في البكيرية والطائف وجدة وبريطانيا، كما زار أغلب مدن المملكة في جولات عمل.
* من المواقف التي يحكيها عن أيام الدراسة أن الشيخ الشعراوي كان يدرسهم وكان في الفصل الشيخ عبدالله الفالح من أهل عنيزة لم يتزوج ودرس على الشيخ ابن سعدي) رحمه الله وكان مغمض عينه فسأله ماذا قلنا يحسبه قد نام وكان قوي الحافظة وأعاد كلام الشعراوي من أول الدرس فقال الشعراوي خلك نايم كل يوم.
* أم المصلين في جامع العباس بالطائف لفترة من الزمن.
* ممن عمل معهم في وزارة المعارف (وزارة التعليم) محمد العميل وأعتقد أنه صار وكيل وزارة المالية فيما بعد وأستاذي عبدالرحمن الرويشد وكان يطلب مني تنسيق مقابلة معه، أسأل الله أن يجمعهم بجنات النعيم.
* كان واسع الثقافة قلما تجده بدون كتاب في عدة فنون في التفسير أو الشعر أو التاريخ وكان حريصا على الصحف اليومية والمجلات.
* الوفاة: عاني -رحمه الله- في آخر حياته من عدة أمراض وقبل رمضان عاني من مشكلات في المسالك البولية ثم عانى من ماء في الرئة إلى أن توفي يوم السبت 22-9-1443هـ أسأل الله له الرحمة والمغفرة إنه الغفور الرحيم.
* وكان الشاعر يعنيه بقوله:
فما كان قيس هلك واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما
الذرية: لقد رزق -رحمه الله- بذرية على دين وخلق عال وثقافة واسعة وكما قيل هذا الشبل من ذاك الأسد.
الأبناء:
1 - العميد م. توفيق متقاعد من القوات الجوية
2 - الأستاذ منصور متقاعد کان يعمل في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي
3 - العميد وائل الخدمات الطبية للقوات المسلحة
البنات:
1 - ليلى وهي التي اهتمت بوالدتها ووالدها أسأل الله أن لا يحرمها الأجر.
2 - حصة أم ياسر الهويريني
3 - مي أم معاذ المقحم
4 - سامية أم أنس العمرو
5 - لميا أم ناصر أبا الخيل
** **
- عبدالرحمن بن علي أبا الخيل