أحمد المغلوث
حتى هذا اليوم الذي تنشر فيه هذه الزاوية وحديث الناس كل الناس داخل الأحساء وخارج الأحساء خصوصًا الذين يكنون للأحساء محبة خاصة سواء أكانوا من مواليدها أم من سكانها أم ممن درس أو عمل فيها. فهي ومنذ القدم وقبل اكتشاف النفط كان لها مكانة خاصة في قلوبهم، فهي -والحق يقال - كانت «سلة الغذاء» لجزيرة العرب منذ آلاف السنين، بل ونقولها بصراحة كانت زمن الجوع الذي اجتاح العالم هي المقصد الذي توجهت إليه الآلاف من الأسر وعشرات القبائل لتهاجر إليها طلباً للقمة العيش، فهي الواحة الغنَّاء الوارفة الظلال والخير. فلذلك نجد كثيراً من الأسر «الإحسائية» تعود جذورها وأنسابها لقبائل شهيرة.. وخلال الأيام الماضية ومع صدور الأوامر الملكية التي تضمنت تعيين أمير جديد للأحساء هو صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بندر آل سعود محافظا لها خلفًا للمحافظ السابق سمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، كذلك صدور قرار إنشاء هيئة عليا لتطوير الأحساء.. كما فعلت الدولة مشكورة لمناطق ومحافظات أخرى. هديتان متميزتان «عيدية» لأحساء الخير. من قيادة محبة للوطن أشرقت عطاءاتها المختلفة في كل مكان من بلادنا. لقد عبر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير الشرقية عن سعادته واغتباطه وتقديره لقيادتنا الحكيمة على تأسيس هيئة تطوير الأحساء، وقال سموه: القرار الحكيم يعكس اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بمدن ومحافظات المنطقة والحرص على تطويرها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم. وأشار سموه إلى أن تأسيس هيئة تطوير محافظة الأحساء يؤكد مكانة المحافظة وما تتميز به من إمكانات طبيعية وبشرية وصناعية كونها أكبر واحة زراعية في المملكة. هذا ولقد ازدهت مواقع الإعلام الجديد بالتهاني والتبريكات والتعبير عن مشاعر المئات من المواطنين في الأحساء عن سعادتهم العظيمة باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال محافظًا للأحساء في ذات الوقت إنشاء هيئة لتطويرها التي لا يختلف اثنان على أهميتها في زمن رؤية الوطن الخلاقة التي أبدعها سمو سيدي ولي العهد والتي بدأت ثمارها تنضج في أكثر من منطقة وموقع، بل حول مناطق كانت شبه مجهولة إلى مناطق اتجهت إليها مختلف الاستثمارات ومن هنا فالأحساء التاريخ والحضارة هي بحاجة إلى مثل هذه الهيئة التي لا شك تنتظرها العشرات من الملفات التي تحتوي على العشرات إن لم نقل امئات من المشاريع التطويرية والتي بحاجة إليها أحساء الخير. كتطوير ميناء العقير التاريخي الذي كان يوماً هو نقطة اتصال ما بين الشرق والجزيرة العربية واليوم والمملكة تعيش حاضرًا مزدهرًا وتفتح صدرها لمختلف المشاريع الاستثمارية فهي بحاجة أيضاً إلى تنفيذ مشروع مترو إنفاق يساهم في خدمة السياحة في المنطقة كذلك أهمية وجود مشروع لتطوير قلب مدينة المبرز وإعادة بناء «قيصريتها الشهيرة» والتي ما زال بقاياها موجوداً في قلب المدينة، كذلك إعادة بناء المدرسة الأولى جنوب القيصرية ومبنى المدرسة الابتدائية الثانية «قصر داود» والتي كانت تشبه كثيرًا المدرسة الأميرية بالهفوف تصميمًا ومعمارًا. كذلك تفتقر المبرز لشوارع واسعة من الغرب للشرق ومن الجنوب إلى الشمال، وكم هو رائع وجميل أن نعيد لمنتجع «عين نجم» بالمبرز حضورها التاريخي من خلال توظيف أحد المشاريع الثقافية في ربوعها لتعود لجذب الزوار والسياح فسمعتها ما زالت تسكن الذاكرة حتى اليوم.. التفاؤل كبير بسعة رؤية الوطن وإشراقاتها وإبداعاتها في مختلف أرض الوطن بعدما صدر القرار الحكيم بإنشاء هيئة تطوير الأحساء الذي سوف يقع عليها مسؤوليات كبيرة وعظيمة انطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية تجاه الأحساء التي بحاجة لمثل هذه الهيئة التي نأمل أن تحظى بقدرات مسؤولة وفاعلة ومتميزة لتنافس الأحساء المناطق الأخرى بالأفكار والأفعال.