خالد بن عبدالكريم الجاسر
على مدى عقود مضت ظلت السعودية، بؤرة اهتمام الإعلام الدولي والإقليمي، فكل يوم بل وساعات يحقق اسمها تكراراً هائلاً عبر محركات البحث العالمية، وتجد مادة غنية عن المملكة، وهذه طبيعة الدول ذات القيمة والتأثير المباشر عالمياً، فمع دخول رؤية 2030 عامها السادس، سجّلت المملكة العربية السعودية، أعلى مستويات الثقة في توجهاتها الاقتصادية، تأكيدًا لثقة السعوديين بمشروع رؤية 2030، وما حملته من إصلاحات هيكلية في بُنية الاقتصاد السعودي وسوق العمل وأنظمة الاستثمار واستحداث وسن التشريعات الداعمة لكل ذلك مدعومةً بحرب قوية ضد الفساد وتجفيف منابعه، وهو ما أدى إلى تنويع مصادر الدخل وتنمية الفرص الاستثمارية وخلق الفرص الوظيفية للمواطنين والمواطنات، وهو ما انعكس على تعزيز مستويات جودة الحياة لمواطني المملكة العربية السعودية والمقيمين على أراضيها والزائرين لها.
إنها الفُرصة المُتاحة أمام شعب ديناميكي على رأسه الملك سلمان، وولي عهده الشاب الطموح القادر على أن يفاجئ بإنجازاته المتنوعة عالمه باستشراف المستقبل، ليكون تفوقها أكبر ثقة على كُبرى الدول الصناعية؛ كالولايات المتحدة الأمريكية والهند وألمانيا واليابان وبريطانيا وفرنسا، وفق استطلاع شركة الأبحاث العالمية (Ipsos) ثالث أكبر وكالات الأبحاث في العالم، بالفترة ما بين 25 مارس و3 أبريل من العام الجاري 2022، والذي يُركز على العديد من الموضوعات الاجتماعية والسياسية المهمة في 27 دولة حول العالم، حيث جاءت المملكة أولًا بنسبة 92 في المائة، بتفوق يزيد على 57 نقطة عن المُعدل العام العالمي الذي يُقدر بـ35 في المائة، وتفوق يزيد على 18 نقطة عن أقرب منافسيها الهند التي حلت ثانيًا من حيث الترتيب.. وجاءت دول صناعية كبرى في النصف الأدنى من المؤشر تحت 50 في المائة على النحو التالي: ألمانيا (46 في المائة)، اليابان (39 في المائة)، أمريكا (34 في المائة) بريطانيا (34 في المائة) وفرنسا (32 في المائة)، فما السر؟!.
إنها المملكة التي تُثير العالم بمشروعاتها الاقتصادية والتنموية، وطموحاتها المستقبلية، وليست هي بالنسبة لمواطنيها مجرد تجميع مشاعر وشعارات، إنها قصص وطن وهوية، مُلهمة كتبت علاقتهم ببعضهم البعض وعلاقتهم بعالمهم الخارجي، خاصة أن براعة التوقيت قطعت الكثير من التكهنات حول المُستقبل التنموي شوطاً كبيراً بمُثلث رؤيتها وولي عهدها وشعبها الوفي لذلك «الحلم السعودي»، أحد أهم الأدوات الطموحة في مرحلة حاسمة، فالوطن يستحق هذه المكانة التي وصل إليها ويستحق هذا النجاح الذي حققه.. منعكساً على ثقة المواطنين والمُقيمين بالإجراءات والأنظمة الحكومية بشكل واضح، فكان نتاجها ثقة مُتنامية في سياسات المملكة ككل خاصة الاقتصادية، وامتدادًا لنتائج سابقة، حققتها خلال العامين الماضيين في مؤشر إيدلمان للثقة، محتلة صدارته في أداء الحكومات لعام 2021، من 78 في المائة في يناير 2020 إلى 82 في المائة يناير 2021، مرتفعة 4 نقاط مئوية كأعلى حكومة في العالم ثقة في أدائها.
إن ارتباط السعوديين بوطنهم يزداد قوة كل لحظة، مما يجعل الحاقدين مقهورين من هذا الترابط العضوي بين السعودي وبلده.. إنها الرؤية لمن لم يُصدقها بكل ثقة وإنجازات لا ولن تتوقف.