الواجب على المسلم في الأشهر الحرم
* ما الأشهر الحرم؟ وما الذي ينبغي على المسلم فيها؟ وكيف يكون شوال من أشهر الحج مع أن الحج لا يكون إلا في الأيام المعلومات من ذي الحجة؟
-الأشهر الحرم أربعة {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36]، ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ثلاثةٌ سرد، والرابع فرد وهو رجب، ويوصف بأنه الفرد، هذه هي الأشهر الحرم.
والذي ينبغي للمسلم فيها: ألَّا يظلم نفسه بفعل المعاصي، وإن كان هذا الأمر مطلوبًا في جميع عمر الإنسان وفي جميع سنيِّه وأشهره وأيامه إلا أنه يتأكد ترك المظالم وترك المحرمات في هذه الأزمنة، كما أنه يتغلَّظ الأمر في الأمكنة الفاضلة والأزمنة الشريفة، وهذه منها.
وشهر شوال من أشهر الحج، وقول السائل: (كيف يكون شوال من أشهر الحج مع أن الحج لا يكون إلَّا في الأيام المعلومات من ذي الحجة)؟ نقول: الله -جل وعلا- يقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ}[البقرة: 197]، وهذه الأشهر هي: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة، على خلاف بين أهل العلم في امتداد الأيام من ذي الحجة، هل هي الثلاثة عشر التي تكون فيها أعمال الحج، أو إلى آخر الشهر كما يختاره بعض أهل العلم، لكن المرجَّح أنها عشر من ذي الحجة التي تنتهي بها صحة الإحرام بالحج، فلا يصح الإحرام بالحج بعد ذلك، وإن كانت بقية الأعمال تمتد إلى الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر.
* * *
صيام عشر ذي الحجة، ونفي عائشة لصيام النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها
* ما حكم الصيام في عشر ذي الحجة؟ وهل يصح عن عائشة -رضي الله عنها- أنها نفتْ صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- للعشر؟
-صيام عشر ذي الحجة -والمقصود بها التسع: من الأوَّل إلى التاسع (يوم عرفة)-من السنن المؤكَّدة ومن القربات التي يُتَقرَّب بها إلى الله -جل وعلا- في هذه الأيام الفاضلة، «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر.[أبو داود: 2438 / ويُنظر: البخاري: 969]، والصيام من أفضل الأعمال «من صام يومًا في سبيل الله، بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا» [البخاري: 2840]، فيدخل في عموم الحث على الأعمال الصالحة في هذه الأيام، وهي أفضل من غيرها حتى فضَّلها بعضهم على عشر رمضان، وهذا لا شك أنه بالنسبة للنهار، وأما الليل فعشر الأواخر من رمضان التي فيها ليلة القدر أفضل بلا شك، وعلى كل حال صيام عشر ذي الحجة من أفضل القربات، وصحَّ عن عائشة -رضي الله عنها- أنها نفتْ صيام النبي -عليه الصلاة والسلام- للعشر [مسلم: 1176]، ومَن كان في حكمه -عليه الصلاة والسلام- في أعمال المسلمين العامة والخاصة مشغولًا بها ولو صام لضَعُف عن ذلك فإنه حينئذٍ يكون الفطر أفضل بالنسبة له، مع أنه ثبت عن بعض أمهات المؤمنين أن النبي -عليه الصلاة والسلام- صام العشر، والمراد بالعشر ما دون العيد بالنسبة للصيام، وعلى كل حال -مثلما قررنا- الصيام في العشر من أفضل الأعمال لاسيما مَن لا يعوقه الصيام عما هو أفضل من ذلك، فإذا وُجدتْ في وقت عملٍ -مثلًا- ودوامٍ واجبٍ أو عملٍ بالنسبة له أفضل من غيره كعمل متعدٍّ والصيام يعوقه عن ذلك كالدعوة إلى الله أو الأعمال المتعدية النفع فيقال حينئذٍ مثلما نقلتْ عائشة عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه ما صام العشر؛ لانشغاله بالأمور العامة التي لوصام لأضعفه الصيام عنها، فالمسألة مسألة موازنة بين الأعمال الصالحة، فهناك الفاضل وهناك المفضول، ويحرص الإنسان على أن يعمل كل سُنَّة في وقتها، والله المستعان.
* * *
ترك التقصير في العمرة
*إذا اعتمرتُ ولم أُقصِّر، فماذا علي؟
-التقصير من واجبات العمرة، فإذا تركه المعتمر فقد ترك نسكًا يلزمه بتركه دم عند جمهور أهل العلم.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-