د.عبدالعزيز الجار الله
السياحة من الموارد الاقتصادية التي ترى بعض الدول أنها من الموارد المؤجلة لوجود بدائل اقتصادية أكثر جدوى وذات المردود الكبير والسريع، ولا تحتاج لكلفة الصرف العالي لإنشائها، والبعض الآخر من الدول يرى أن وقتها لم يحِن حتى الآن وجعل تنفيذه حين تكتمل البنية التحتية، كما أن السياحة لها مرتكزات طبيعية وبشرية وإدارية، يشكل عامل التضاريس الجغرافية والطقس بفصوله وأمطاره العنصر الأهم في نجاح مشروعات السياحة.
المملكة حباها الله بتنوع جيولوجي وأشكال الأرض الجيمورفولوجي والطبوغرافي مما يجعلها من أكثر البلدان جذباً للسياح للذين يرغبون في الاستمتاع بالتكوينات الطبيعية، ومنها الجبال، وهي أحد مظاهر السطح الغنية بالأنشطة المتعددة لكل فئات المجتمع مثل أنشطة:الرياضة، الرحلات، الاستكشاف، والتمتع بجمال الطبيعة، الغابات، الأودية، الغطاء النباتي الأفقي والارتفاعات الصخرية الشاهقة، الحافات، الكهوف، المغارات، إضافة إلى نقاء الهواء، وقطرات المطر، الندى، الضباب وقطع السحب التي تعانق المرتفعات.
تتركز الجبال التي تعد من أهم مقومات السياحة غرب المملكة في المرتفعات الغربية، تتدرج في الانخفاضات من الغرب إلى الشرق، تكاد لا تخلو كل منطقة من مناطق المملكة من الجبال حسب ارتفاعاتها من الشاهقة كما في جبال السروات في عسير التي يتجاوز ارتفاعها الـ(3) كيلومترات، إلى المنخفضة العلو تصل إلى 200متر عن سطح البحر.
نماذج من ارتفاعات الجبال في مناطق المملكة (13) منطقة:
-منطقة عسير جبال السودة ارتفاعها 3015 متراً، منطقة جازان جبل العريف الارتفاع 2632م، مكة المكرمة جبل الأديم 2627م.
- منطقة الباحة جبل قرن ظبي 2565م، تبوك جبال اللوز 2549م.
- المدينة المنورة جبل أقدس (قدس)2161م، نجران جبال القهر 2142م، الرياض جبال القهر مشتركة مابين مناطق عسير والرياض ونجران 2142م.
-حائل جبال أجا 1544م، القصيم جبال شعباء 1422م، الحدود الشمالية جبال لس 1121م، الجوف جبل طوقة 1039م، المنطقة الشرقية جبل قارة 207م.
لذا فإن هذه المرحلة الحالية هي أنسب الأوقات والظروف المالية والتخطيطية والاجتماعية للبدء في مشروع سياحي ضخم ينطلق من ثقافة الجبال في المملكة وفتح مجال الاستثمار في الرياضات والرحلات والأنشطة المتعددة المرتبطة بالسياحة سواء في الشتاء أو الصيف حسب المناطق ومواسم الأمطار واعتدال الجو في الخريف والربيع.